منذ أن صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس كرورنا (كوفيد – 19) جائحةً عالمية (10/03/2020) لم يتوان هذا الفيروس في تحجيم كل الشعارات التي ظل يرددها النظام الرأسمالي (حرية السوق، مجتمع الرفاهية، حرية التنقل…..) حيث زعزع أمنه الداخلي ومختلف قطاعاته الحيوية، وبات الاقتصاد العالمي مهددا بالانهيار. والمغرب بدوره لم يُستثنَ من هذه القاعدة بعد اقتحام الفيروس لحدوده عبر حالات وافدة من أوروبا مما حتم عليه اتخاد مجموعة من التدابير الوقائية والاحترازية لوقف تفشيه (إغلاق الحدود، توقيف الدراسة، تجميد مختلف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادي و…). ومن خلال متابعتنا لتطورات الوضع الصحي والاجتماعي… والجهود المبذولة لمجابهة الجائحة ولا سيما ما عتراها من تجاوزات، فإن اللجنة المحلية للجبهة الاجتماعية المغربية: 1 – تتقدم بتعازيها الحارة إلى أسر ضحايا فيروس كورونا وتتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين؛ 2 – تحيي الأطر الطبية والتمريضية وكافة العامليين في قطاع الصحة وتدعو الجهات المسؤولة إلى ضمان سلامتهم وتوفير كل حاجياتهم؛ 3 – تقدر عاليا تضحيات نساء التعليم ورجاله من أجل ضمان استمرار التعلم عن بعد، رغم ما اعترى ذلك من قلة إمكانات وغياب لمبدإ تكافؤ الفرص بين التلاميذ…؛ 4 – تشيد بكل المتدخلين والساهرين على استمرار المرفق العام لتقديم الخدمات الضرورية والحيوية؛ 5 – تثمن قرار إعلان الحجر الصحي باعتباره آلية لمواجهة الجائحة والحد من انتشارها، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن خرقه (مسؤولين، ومؤسسات، ووحدات صناعية، ومواطنين…) وبالتزام الدولة وأجهزتها بمبادئ احترام حقوق الإنسان وحمايتها خلال القيام بواجب حماية المواطنين من انتشار الجائحة، ومراقبة مدى احترامهم قرار الحجر الصحي؛ 6 – تطالب الجهات المسؤولة (سلطات محلية، مندوبية الصحة،…) بالتواصل مع الرأي العام المحلي وتنويره بالمستجدات، والتطورات المرتبطة بالحجر الصحي، وتطور تدبير حالة الطوارئ الصحية؛ 7 – تطالب بحماية حقوق البحارة المستأنفين لعملهم، وعدم تركهم عرضة لنزوات الباطرونا، وفتح تحقيق بخصوص ما تعرضوا له من قمع ومضايقات، والكشف عن وضعيتهم اتجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإيجاد حلول مناسبة للبحارة العالقين في البحر وإخضاعهم للحجر الصحي؛ 8 – تؤكد أن صحة وسلامة عاملات وعمال التصبير أولى من أرباح الباطرونا، وتصر على ضرورة إغلاق كل الوحدات الصناعية التي لا تحترم الشروط الاحترازية الضرورية لسلامة العاملين بها (تعقيم فضاء العمل، توفير الكمامات، ضبط مسافة الأمان…)؛ 9 – تحمل لجنة اليقظة المحلية مسؤولية الانفلاتات التي وقعت (التهاون في أداء الواجب الذي أدى إلى تسجيل أول حالة مصابة بالفيروس…) أو التي قد تقع خاصة تلك المرتبطة بالشاحنات التي تتنقل بين المدن، ما يفرض القيام بتعقيمها سواء خلال الشحن أم الإفراغ؛ 10 – تطالب بفتح تحقيق في ملابسات انتشار الفيروس ومحاسبة كل من ساهم أو تسبب في انتشاره وظهور بؤره الوبائية (داخل الوحدات الصناعية، السجون، أسواق ذات المساحات الكبرى…) على غرار ما تم مع المواطنين الذين خرقوا حالة الطوارئ وتم التعامل معهم بصرامة مبالغ فيها أحيانا؛ 11 – تطالب بإلحاح بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، والتخفيف من الاكتظاظ داخل السجون، وضمان سلامة وصحة السجناء في ظل انتشار الوباء داخل السجون؛ 12 – تطالب بتعميم الاستفادة من الدعم الاجتماعي رغم ضآلته ليشمل كل الفئات الفقيرة، وفتح تحقيق في أسباب إقصاء مجموعة من العمال والبحارة من حقهم في الاستفادة من هذا الدعم؛ 13 – تطالب ببناء مستشفى خاص لمعالجة أمراض السرطان، وفي انتظار ذلك فعلى السلطة المحلية أن تضمن وتتكلف بنقل المرضى إلى مراكش مجانا لمتابعة حصصهم الاستشفائية وحمايتهم من الوباء؛ 14 – تسجل اختلالات واضحة في التعامل مع الحجر الصحي (تصرفات طائشة لبعض المتطوعين / واقعة البحار حسن الحسوة / اقتصار عملية التعقيم على واجهة المدينة فقط، خصاص في الكمامات…)، وتطالب بالتدخل العاجل لتدارك الوضع؛ 15 – تطالب بالكشف عن رصيد الصندوق المحلي لمحاربة كوفيد 19، وتوضيح مصادر تمويله وأوجه صرفه. 16 – تحيي الطبقة العاملة وتهنئها بيومها العالمي (فاتح ماي) وتقول لها “ياعمال/ت المغرب اتحدوا ضد الاستغلال وضد الوباء” الذي ازداد معه انتهاك الباطرونا لحقوق الشغيلة (تسريحات، تعسفات…../ إضافة إلى إصابة العديد من العمال/ت (بالدار البيضاء، طنجة…) بالعدوى نتيجة عدم التزام الباطرونا بالإجراءات الوقائية والاحترازية بالوحدات الصناعية وسعيهم إلى الربح على حساب سلامة العمال وصحتهم؛ وأخيرا إذ نحي اللجنة المحلية عاليا مواطني/ت آسفي على التزامهم الواسع بإجراءات الحجر الصحي فإنها تطالبهم بالمزيد من الحذر خاصة داخل الأحياء الشعبية والأسواق…، في أفق الحد من تطور العدوى. «إننا لا نريد إصابات جديدة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابة التي ترقد بالمستشفى.»الجبهة الاجتماعية المغربية