دعا الباحث والخبير الموسيقي ابراهيم المزند إلى تخصيص منح جهوية للباحثين وطلبة الجامعات للاشتغال على فن العيطة لتوثيقه إطلاع شباب اليوم على هذا الفن المهدد بالزوال، وأضاف المزند خلال ندوة تقديم ” أنطولوجيا العيطة ” اليوم الإثنين 29 يوليوز بأسفي، أن البحوث حول هذا الفن ناذرة بالمغرب. وقال ابراهيم لمزند إننا كنا في البداية سنقتصر على نوعين من فن العيطة ويتعلق الأمر بالحصبة والمرصاوي، فاقتنعنا بالذهاب إلى أبعد مدى واشتغلنا معية باحثين وأكادميين ضمنهم علال الركوك رحمه الله على جمبع مدارس العيطة، مضيفا أن ” أنطولوجيا العيطة ” عمل توثيقي يضم ضمن طياته تراثاً لا مادياً لأكثر من 200 من فناني العيطة أسهموا جميعاً في ميلاد مشروع سيغني أرشيف فن العيطة باعتباره تراثا شعبيا رافق المغاربة طوال عقود . وأشار المتحدث نفسه للصعوبات التي واجهت إنجاز هذا العمل ، هو أن عملية التوثيق في هذا الفن قليلة جدا، لأن عدد المهتمين يبقى قليلا، باستثناء بعض الأعمال التي قام بها بعض الباحثين مثل حسن نجمي وعلال ركوك وغيرهما. وتتضمن ” أنطولوجيا العيطة ” كتابين بالعربية والفرنسية ونسخ أخرى بالإنجليزية وأقراصاً مدمجة لتسع وعشرين مجموعة فنية من مختلف مناطق المملكة المغربية، وتهدف إلى تثمين هذا الموروث ومنح شباب اليوم فرصة الإطلاع على تاريخ هذا الفن الأصيل ورواده وأعلامه، وتم توزيع هذا المؤلف التوثيقي على 350 مكتبة وخزانة داخل الوطن وخارجه. وأبرزت مداخلات الحضور النوعي للندوة أهمية هذا الإنجاز الذي يسعى لتتثبيت فن العيطة في أوساط الشباب، ومشددة على دور وزارة الثقافة والاتصال في المحافظة على هذا الثرات الفني ، وتكثيف جهود الباحثين لتصنيفه كثرات إنساني ومحاربة الدخلاء، وتساءلت عن مآل توصيات ونتائج الندوات والملتقيات السابقة في هذا الشأن. ويأتي هذا النشاط الأكاديمي كنقطة مضيئة في الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة بأسفي، المنظم من قبل وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع عمالة أسفي ما بين 28 و 29 يوليوز 2019 ، وسيتابع الجمهور الآسفي فقرات موسيقية لشيخات و شيوخ العيطة.