ساعات قبل انطلاق الموسم الشتوي لصيد رخويات الأخطبوط الذي حددت وزارة الصيد البحري موعد بدايته يومه السبت 5 يناير الجاري، نسف اجتماع تنظيمي، أمس الجمعة بأسفي كل الخطط الاستباقية لما يعرف في الأوساط المهنية ب”لوبي تبييض أوراق الأخطبوط”. و أعلن مندوب الصيد البحري بأسفي أمس الجمعة إلغاء موعد الخامس من يناير 2018،و أرجأ في اجتماع تنظيمي مع مهنيي الصيد التقليدي موعد افتتاح الموسم الشتوي لصيد رخويات الاخطبوط بأسفي إلى يوم الإثنين المقبل. و اعتبر هذا القرار وقف مصادر موثوقة، بمثابة طلقة أصابت لوبي تبييض أوراق الأخطبوط في مقتل،كما اعتبر استجابة فورية لإجماع مهنيي القوارب الذين حضروا الاجتماع و تشبثوا بمطلب التأجيل، تبعا لنفس المصادر. و فوت قرار التأجيل،حسب المصادر ذاتها،على من تصفهم الأوساط المهنية بالمهربين و مبيضي أوراق الاخطبوط ، فرصة تحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب البحار و خزينة الدولة.في وقت تحال فيه فئات عريضة من بحارة قوارب الصيد التقليدي على التقاعد بأسفي لقاء معاشات لا تغني من جوع. و أكدت مصادر ” أسفي اليوم” أن اللوبي كان قد استكمل حبك خططه و بات على أهبة الشروع في تنفيذها بتنسيق مع بعض وحدات تجميد رخويات الأخطبوط، موضحة أن المنتوج المهرب المحتفظ به في مخازن التبريد ببعض وحدات التجميد، كان يراد دسه في قوارب متواطئة ستقدم نفسها على أساس أنها عائدة من أولى الرحلات برسم الموسم الشتوي الذي تم تأجيل موعده أمس. و أضافت المصادر أن مثل هذه العمليات الاحتيالية تنتهي بإسباغ الطابع القانوني على كميات هائلة من الأخطبوط المهرب بعد التصريح بصيده من طرف قوارب لا صلة لها به في الواقع حسب تعبير مصادرنا المهنية. و عاد اجتماع يوم أمس الجمعة و الذي حضره إلى جانب مندوب الصيد البحري كل من المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد و عدد من ممثلي السلطات المينائية و حشد هائل من المهنيين،إلى تبني المقتضيات التنظيمية التي جرى العمل بها خلال الموسم الصيفي لصيد رخويات الأخطبوط كما وردت في محضر الاجتماع المؤرخ في 19يوليوز 2018. و نص المحضر المذكور بشكل واضح على حضور ربان القارب أثناء التصريح بالمصطادات و على التصريح بالخروج للصيد و التصريح بالمنتوج ابتداء من الساعة الرابعة زوالا إلى غاية 10 ليلا والتزام الجميع بجعل نقطة التفريغ أمام الرافعة المقابلة لسوق السمك بالجملة بالميناء. كما نص على ان سمسرة البيع تنطلق ابتداء من الساعة 4 زوالا إلى حدود نهاية تسويق المنتوج و شدد على ضرورة إدلاء تاجر السمك بوصل الخروج الى ممثل مندوبية الصيد البحري المتواجد داخل سوق السمك ، و على الإبقاء على المنتوج داخل مخزن التبريد بسوق السمك بالجملة دون نقله الى مخازن الصيد التقليدي بالنسبة لمن لم يتمكن من الحضور خلال مواعيد إجراء السمسرة. و للإشارة فإن نصيب ميناء أسفي من الحصة الوطنية لصيد رخويات الأخطبوط خلال الموسم الشتوي الجاري لم تتجاوز 170 طنا تم توزيعها بواقع 500 كلغ لكل رحلة بحرية لمراكب الصيد بالخيط و 100 كلغ لكل رحلة لقوارب الصيد التقليدي.و على مدار المواسم الماضية ظلت هذه النسبة غير مقنعة بالنسبة لأرباب القوارب، بينما لم يشرع مهنيو الصيد بالخيط في المطالبة بالرفع منها بشكل صريح سوى بعد تأسيس فيدرالية وطنية خاصة بهم في الشهور الأخيرة من السنة الماضية.