في شهر غشت الماضي، تُوجت الحملة العدائية الممنهجة للمغرب من طرف النظام العسكري الجزائري بإعلان الجزائر عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب. قبل ذلك مهد النظام العسكري في البلد الجار هذه الخطوة بقرارات رعناء تتالت خلال ساعات وجيزة. فقد تم إغلاق المجال الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، ورفض النظام تمديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الذي يمر عبر المغرب، وتوالت تصريحات المسؤولين الجزائريين المسيئة للمغرب، وجرى توظيف الإعلام الجزائري لنشر الكراهية والتحريض ضد المغرب. في خضم ذلك كله، وعلى رغم الحملات الاستفزازية ضد المغرب من طرف نظام الكبرانات، ظل النظام يصر على "عقد قمة عربية جامعة" في سلوك شيزوفريني غير مفهوم. بل إن النظام العسكري في الجزائر ظل يتودد ويبحث عن الوساطة مع المغرب وإقناع الدول العربية للمشاركة في القمة التي كان من المفروض أن تنعقد في مارس الماضي، لكنها " أجلت" بسبب المواقف العدائية للجزائر ضد المغرب. وتم تأجيل " القمة الجامعة" إلى فاتح نوفمبر 2022، التي تتزامن مع الذكرى السنوية لثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 . ورغم أنه لم يعد يفصلنا عن موعد القمة سوى ستة أشهر، إلا أن النظام العسكري يواصل حملته العدائية ضد المغرب غير عابئ يمآل القمة. أخر فصول هذا العداء، ابتزاز النظام الجزائريلاسبانيا بقطع إمدادات الجزائر من الغاز نحو شبه الجزيرة الايبرية، في حال وافقت اسبانيا على إعادة تصدير كميات منه نحو المغرب عن طريق خط الأنبوب المغاربي. هذه الخطوة العدائية تنضاف إلى المواقف العدائية السابقة للنظام العسكري الذي لا يفكر بمنطق المصالح المشتركة والرؤى البعيدة المدى والاستراتيجيات، بل ينساق وراء قرارات رعناء لا مكان لها في العلاقات الدبلوماسية. ورغم أنه مؤطر بحقد دفين تجاه المغرب، وقطع كل أشكال التواصل مع جاره المباشر المغرب،إلا أن النظام العسكري ما يزال يراهن على احتضان القمة العربية " الجامعة"، في موقف متناقض تماما مع ممارساته وسلوكياته تجاه المغرب. فمنطق الأشياء يقول إن العلاقات المقطوعة مع المغرب تفترض غياب المغرب عن القمة، وفي هذه الحال لايمكن أن تنعقد بله أن تنجح القمة في غياب دولة وازنة في المنطقة العربية، خاصة أنه من المستبعد في السياق السياسي الراهن في المنطقة، أن تلجأ الجزائر إلى استئناف علاقاتها مع المغرب، في ظل عدائها المستحكم ضد البلد الجار. والمحصلة أن النظام العسكري يواصل اللعب بالنار وينسف يوميا كل احتمالات انعقاد القمة. إنه يؤكد يوميا أنه غير مؤهل لاستضافة هذه القمة لافتعاله المشاكل مع المغرب وانتهاجه لسياسة عدائية ضده، في الوقت الذي يفترض أن تنعقد القمة العربية في بلد ينسج علاقات طيبة مع كل البلدان العربية. بلد يميل نحو السلام و التوافقات ويؤمن حقا بعلاقات حسن الجوار.