لأول مرة في الجزائر، تثير زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي قلقا في الأوساط السياسية والإعلامية، نظرا لتزامنها مع الحرب الروسية الأوكرانية التي تعد فيها الولاياتالمتحدة طرفا غير مباشر، وكذلك أجندة الزيارة التي لم تخف الخارجية الأمريكية أنها تهدف لدعم مسار التطبيع مع إسرائيل، وهو ما تعتبره الجزائر خطا أحمر في سياساتها الخارجية. ويرتقب أن يحل أنتوني بلينكن في الجزائر غدا الأربعاء ، وذلك في ختام جولته التي ستقوده إلى دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيقوم بلينكن خلال الزيارة بعقد اجتماعات مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة لمناقشة الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعاون التجاري، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفق بيان الخارجية الأمريكية. وحسب جريدة القدس العربي، أن ما يلفت في بيان الخارجية الأمريكية الإشارة إلى أن "سفر بلينكن إلى إسرائيل والضفة الغربية والمغرب والجزائر سيكون للتشاور مع الشركاء حول مجموعة من الأولويات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك حرب الحكومة الروسية على أوكرانيا، وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، والمحافظة على إمكانية التوصل إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى مواضيع أخرى". كما سيؤكد بلينكن للقادة الذين سيلتقيهم، وفق البيان، أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب حكومة أوكرانيا وشعبها في مواجهة عدوان الكرملين عليها، وستواصل العمل عن كثب مع حلفائها وشركائها لفرض تكاليف إضافية على الرئيس الروسي وداعميه إذا لم يغير مساره. وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي بعد 3 أسابيع فقط من زيارة نائبته ويندي شيرمان، التي سربت وسائل إعلام فرنسية أنها طلبت خلال لقائها بالمسؤولين الجزائريين إعادة تشغيل الأنبوب الغازي الذي يمر عبر المغرب، وقوبل ذلك بالرفض من السلطات الجزائرية، وهو خبر لم يجر تكذيبه رسميا، ما أدى إلى ظهور الكثير من التأويلات لاحقا بخصوص تحول الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية وما إذا كانت قضية الغاز من بين مسبباته. ويرى متتبعون، أن هذه الزيارة رغم أنها كانت مبرمجة سلفا قبل اندلاع أزمة أوكرانيا، إلا أنها لن تخلو من آثار الحرب وما تعلق تحديدا بمسألة الغاز. مؤكدين أن الولاياتالمتحدة ستحاول عبر زيارة وزير خارجيتها الضغط على الجزائر لزيادة تصدير الغاز بهدف التقليل من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي وإعادة استغلال الأنبوب المار في المغرب، وهي المهمة التي لم تنجح فيها، حسبه، نائبته شيرمان في زيارتها للجزائر قبل أسابيع. واضاف آخرون أن "الخارجية الجزائرية تواجه لأول مرة مأزقا بين دولتين عظميين روسياوالولاياتالمتحدة وكل سلوك منها سوف يحسب لصالح طرف في مقابل خسارة للطرف الآخر".