على بعد أيام من حلول الذكرى الثانية عشر لزلزال الحسيمة سنة 2004 والذي خلف أزيد من ألف قتيل ومئات الجرحى في مختلف المدن والقرى المحيطة بالحسيمة عاد الخوف إلى ساكنة المنطقة بعد أن هز هدوئها فجر اليوم زلزال عنيف وصلت درجته لأزيد من 6 درجات على سلم ريشتر وهي نفسها التي سجلت سنة 2004 مع فارق في المدة التي استغرقتها في الإهتزاز حيث دامت الهزة العنيفة صبيحة اليوم أزيد من 30 ثانية فيما كانت طويلة في سنة 2004. ساكنة مدينة الحسيمة عاشت فجر اليوم ساعات من الرعب الحقيقي بعد أن اهتزت الأرض بعنف تحت أقدامهم لتعيد لأذهانهم ذكرى زلزال 2004 الذي لم تبقى على ذكراه ال12 إلا أياماً وهو الأمر الذي زاد من خوفهم وانهيار حالتهم النفسية حيث تم تسجيل حالات إصابات وكسور في مدينة “إمزورن” في صفوف مواطنين جراء هروبهم وقفزهم من النوافذ إثر الصدمة والهلع الكبيرين . ونقلت مصادر للموقع أنه تم إطلاق حالة استنفار قصوى بمدينة الحسيمة حيث سمعت أصوات الإسعاف متوجهة للبوادي والقرى المحيطة بالمدينة وخاصة “آيت قمرة” “بني عبد الله” كما أن مركز الإطفاء والإنجاد ب”إمزورن” عاش ساعات من الإستنفار للتدخل في إنقاذ أرواح محتملة جراء الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة. الساحات العامة بكل من مدينتي الحسيمة وإمزورن كانت ملاذاً لمئات الأسر التي أصيبت بالهلع والخوف الشديدين ومنهم من خرج بلباس النوم حاملين صغارهم للنجاة بأنفسهم حيث نقلت مصادر من عين المكان أن الزلزال اصاب الكثيرين بهستيريا ومنهم من غامر بحياته وحاول القفز من أماكن شاهقة. نشطاء الفايسبوك المنحدرين من الحسيمة نقلوا أخباراً تفيد وفاة شخص بإمزورن داخل مسجد ووفاة طفل بأجدير وتشققات في بعض المنازل بأيث “عبد الله” بالحسيمة و مدينة العروي. أما في إقليمي الناضور والدريوش فلجأت الأسر إلى الشوارع والساحات بعد أن اهتزت منازلهم على وقع زلزال عنيف لم تعرف المنطقة مثيلاً له منذ سنوات . وفي مدينة “مليلية” المحتلة التي اهتزت فيها الأرض بقوة كبيرة نظراً لقربها من مركز الهزة بجبل طارق فإن السلطات الأمنية والإسعاف والوقاية المدينة بقيت طوال الساعات الأولى من صبيحة اليوم على أهبة الإستعداد للتدخل لإجلاء الساكنة من منازلهم بعد أن تشققت وانهارت مجموعة من المنازل كما أظهرت ذلك الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي. كما أوردت مصادر محلية من المدينةالمحتلة أن السلطات المحلية قررت إجلاء ساكنة المدينة نحو غابة "لوس بينيوس" القريبة من المدينة كما أوقفت الدراسة في المدارس ونشرت تحذيراً بتوقع لزلزال أقوى سيضرب المدينة.