فضحت عملية أمنية سرية، نفذتها مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الحي الحسني بالبيضاء الاحد الماضي تحويل شقة للسكن الاجتماعي بإقامات الفردوس، بشارع الطيب الناصري، غير بعيد عن مقر عمالة الحي الحسني، إلى وكر للدعارة تحت غطاء التدليك. وتعد العملية الثالثة من نوعها بالبيضاء، في زمن الطوارئ الصحية، بعد تفكيك شبكة فليبينيات يتعاطين التدليك الجنسي بالحي نفسه، موضوع مداهمة يوم الاحد الماضي،اضافة إلى عملية أخرى نفذتها مصالح الشرطة القضائية الولائية بزقاق متفرع عن شارع أنفا. وبأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية عين السبع، تمت مداهمة الشقة التي تقع في الطابق السفلي، للعمارة المقابلة لمقري الأرصاد الجوية ومطار أنفا، ليتم إيقاف ثلاث فتيات، تتراوح أعمارهن بين 19 سنة و26، أثثن غرفتي الشقة بشكل يوحي أن الأمر يتعلق بمحل ل "المساج"، فيما البهو خصص للاستقبال تورد الصباح. وحسب إفادة مصادر متطابقة، فإن مداهمة الشقة جاءت بعد توصل مصالح الأمن بمعلومات عن الشقة والاشتباه في تحويلها إلى وكر لأنشطة مشبوهة، تديرها فتاة تبلغ من العمر 26 سنة، ما فرض وضع مراقبة من أجل التأكد من صحة المعلومات، قبل تنفيذ المداهمة، الأحد حوالي الرابعة عصرا. وتصادفت العملية مع خروج مواطنين، أثنوا على التدخل الأمني، وطالبوا بتنظيف الحي من مثل هذه الظواهر المشينة التي أصبحت تقض مضجع السكان، وانعكاسها على الصحة والسلامة. وأوردت المصادر ذاتها أن مسيرة شبكة الدعارة اشتغلت، منذ مدة بالإقامة، وكانت تتعمد عدم إثارة الانتباه، إذ نشرت إعلانا للتدليك على الأنترنت، دون الإشارة إلى عنوان الشقة، ووضعت رقمها الهاتفي لربط الاتصال بها، وهو ما يسمح للزبائن بالتعرف على الموقع، من خلال مكالماتهم، والذي تحدده المسيرة، غير بعيد عن الشقة، قبل الخروج لملاقاة الزبون ومرافقته إليها. واتضح أن الشقة مكتراة، منذ أشهر، ما يعني أنها طيلة الفترة خصصت وكرا للدعارة، وحددت المتهمة أسعارا لخدمات التدليك لمدة 45 دقيقة في 600 درهم، ينضاف إليها مبلغ آخر يتعلق برغبات الزبون في الجنس، والذي يتم تحديده مع المدلكة، إذ تصل المبالغ التي يؤديها الوالج إلى الشقة 1200 درهم. وتتحدر الفتيات الموقوفات من أحياء الزبير والحاج فاتح، إذ يساهم القرب من الشقة في تجولهن دون ورقة خروج. ووضعت المتهمات، رهن الحراسة النظرية، للبحث معهن، إذ يشتبه في أن الشقة تستقطب فتيات أخريات، كما يتخذها آخرون مكانا لملاقاة عشيقاتهم، سيما أنها توجد على واجهة الشارع بالطابق السفلي، وولوجها لا يثير الشبهات. وأنجزت مسطرة تفتيش للشقة، أسفرت عن حجز مجموعة من العوازل الطبية وعلب المناديل الورقية، ناهيك عن زيوت وهواتف الموقوفات.