أكد رئيس مجلس المستشارين عبد الحكيم بن شماش ،الجمعة، ببنما استعداد المؤسسة التشريعية الوطنية لمواصلة العمل من أجل الرقي بعلاقات التعاون مع برلمانات بلدان أمريكا اللاتينية والكاراييب إلى مستوى التحديات المشتركة على كافة المستويات. وأعرب بن شماش في كلمة أمام الدورة 12 للجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب (البرلاتينو) والتي يتزامن اتعقادها والذكرى ال 55 لتأسيس هذه الهيئة ، عن الاعتزاز بالمشاركة الى جانب وفد برلماني مغربي في هذا الحدث للسنة الثانية، و بعد نحو سنة ونصف من توقيع اتفاقية ترسيم انضمام البرلمان المغربي كعضو ملاحظ دائم لدى هذه المؤسسة. واعتبر أن مثل هذه المناسبات هي بمثابة لحظة “تحث على التعمق في تحليل ومعرفة ما حدث في الماضي، وواقع الحال في الوقت الراهن، استشرافا لتملك رؤية واضحة وحازمة حول مسؤولياتنا الأخلاقية والسياسية في المستقبل مع الأخذ في الاعتبار التحديات وتعقيدات العالم الحالي”. وتوقف بنشماش عند الحقائق والتحديات المعقدة التي تطبع عالم اليوم والتي تختلف تماما عما كان عليه الحال سنة 1964 حينما تم إنشاء (البرلاتينو)، مشيرا الى أن هذه التحديات يطبعها بالأساس تنامي الحيف والفوارق الاقتصادية والاجتماعية وبروز تحديات جديدة مرتبطة بالأساس بتنامي الخطابات المقوضة لكل قيم التعايش المشترك، و تعاظم المخاطر الإرهابية وتفاقم التحديات المرتبطة بالهجرة وتلك التي تفرضها التغيرات المناخية، والأفظع من كل هذا وذاك، يضيف بنشماش، “النزوع نحو محاولات تفتيت وتقسيم وحدة الشعوب والدول، بعدما كانت اغلب دول الجنوب في بداية ستينيات القرن الماضي إما خاضعة للاستعمار أو حديثة الحصول على الاستقلال”. وأكد رئيس مجلس المستشارين ،في ضوء ذلك، أن السبيل الوحيد الموثوق به للدفاع عن مصالح الشعوب وايصال صوتها للمجتمع الدولي هو الوحدة والتكامل، معربا عن تهانئه لبرلمانيي أمريكا اللاتينية والكاراييب على مرور خمس وخمسين سنة على تأسيس فضائهم البرلماني الهام (البلاتينو) وعلى الوحدة والاندماج الإقليمي الذي تمكنوا من بنائه خلال تلك العقود الخمسة. واستحضر في هذا السياق، مسار علاقات التعاون الغني والمثمر بين برلمانيي المغرب وافريقيا وبرلمانيي أمريكا اللاتينية والكاراييب، متوقفا بشكل خاص عند محطتين أساسيتين تتعلق الأولى بمرور سنة ونصف على انضمام البرلمان المغربي لمؤسسة البرلاتين كعضو ملاحظ دائم ، بموجب المذكرة الموقعة بين المؤسستين في 02 يوليوز 2018، فيما تتمثل الثانية في الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني لبلدان افريقيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب الذي تم توقيعه في فاتح نونبر المنصرم بمقر مجلس المستشارين ، بحضور رؤساء الاتحادات الجهوية والقارية بافريقيا وامريكا اللاتينية. وأكد بن شماش السعي إلى جعل هذا الفضاء بمثابة شبكة بين-جهوية مستقلة للبرلمانات الوطنية في القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية، و فضاء للحوار التفاعلي البناء وأرضية لالتقائية العمل البرلماني في أفق تيسير الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب، وكذا آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان. وشدد على أن تواجد البرلمانيين المغاربة مع نظرائهم في أمريكا اللاتينية والكاريبي ، وإصرارهم على المزيد من الصداقة والتعاون معهم، نابع من قناعات اصيلة لدى كافة مكونات الشعب المغربي، وأهمها الايمان المطلق بأهمية دعم كل المبادرات التضامنية، وكل المشاريع الاندماجية، وخصوصا المرتبط منها بالتعاون جنوب جنوب لما له من أهمية قصوى في تعزيز الحوار والتضامن وتحقيق التنمية، منوها إلى أن المملكة جعلت من التعاون جنوب- جنوب محورا استراتيجيا في سياستها الخارجية، وهو الخيار الذي يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس ، وفق ما جسدته الزيارة التاريخية لجلالته لبلدان امريكا اللاتينية سنة 2004. من جهة أخرى، ثمن السيد بن شماش النقاش العميق للجمعية البرلمانية اللاتينية الأوربية ، وكذا المسار الذي تم قطعه مع الشركاء الأوربيين الذين تجمعهم بالمملكة المغربية والبرلمان المغربي عقود من الشراكة والتعاون الاستراتيجيين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، معتبرا ان هذه المعطيات “تتيح فرصا وافاقا واسعة للتفكير المشترك في خلق الية ثلاثية لحوار برلماني افريقي اروبي لاتيني”. يشار إلى أن زيارة الوفد البرلماني المغربي لبنما تأتي في إطار تعزيز وتوطيد علاقات التعاون والصداقة بين مجلس المستشارين و”البرلاتينو”، وكذا تجسيدا للمكانة المتميزة التي يحظى بها البرلمان المغربي لدى الاتحادات الإقليمية والجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية والكارييبي. ويضم الوفد المغربي المستشارين البرلمانيين عبد القادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس مجلس المستشارين، وأحمد الخريف أمين المجلس وممثله الدائم لدى “البرلاتينو”، ومحمد علمي رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس.