زحف المئات من المواطنين المغاربة، مساء الاحد، على أرجلهم نحو النقطة الحدوية (بين لجراف) الفاصلة بين الحدود المغربية الجزائرية، للاحتفال مع أشقائهم الجزائريين، بتأهل المنتخب الجزائري، إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، رغم منع السلطات المغربية السيارات من العبور عبر الطريق المؤدية إلى الحدود. وجاء هذا، في الوقت الذي انتصر فيه 'الخضر' على نجيريا بهدفين مقابل هدف واحد، وتحقيقهم حلم الصعود الى نهائي كأس إفريقيا. ورفع المغاربة شعارات من قبيل :”خاوة خاوة ماشي عداوة”، بالاضافة الى شعارات آخرى تدعو الى فتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة منذ سنة 1994، على خلفية الاحداث الدامية التي شهدها فندق “أطلس إسني” بمراكش. وتعبر طريقة احتفال المغاربة بتأهل منتخب الدولة الجارة، عن العلاقات المتينة التي تجمع بين أبناء بلدين شقيقين تجمع بينهما روابط الاخوة والمصاهرة والعقيدة المشتركة والقرابة والدم وتفرقها السياسة. وكان خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، قد قال في تصريح سابق خص به موقع rue20.com، إن احتفالات الشعبين المغربي والجزائي عند النقطة الحدودية (بين لجراف) الفاصلة بين الحدود المغربية والجزائرية، هي إنعكاس لواقع على الأرض وفي قلوب الشعبين واستمرار لفكرة البناة الذين قاوموا الاستعمار حتى خروجه أواسط القرن الماضي. وأضاف الشيات، إن هذا يعني أن المجهود الدعائي للعداء الذي استهلك من النظام الجزائري وقتا طويلا لم ولن يؤت أكله أمام ترسخ فكرة الوحدة المغاربية في الوجدان الجماعي الشعبي. وأبرز خالد الشيات، أن هذا يعني ايضا ان السياسيين بالجزائر على نقيض مع توجهات الشعب الجزائري الفطرية في التواصل وفتح الحدود البرية المغلقة من جانب واحد من زمن بعيد بحجج واهية تتكرر في كل مناسبة يدعو فيها المغرب الجزائر إلى التعقل. وأكد الشيات، على أن الارتباط الروحي والوجداني بين الشعبين ينتقل إلى صور واضحة في مناسبات جماعية كهذه، لكن هناك حالات يومية من الانكسار الذي يتسبب فيه النظام الجزائري بغلق الحدود على المستوى الاجتماعي. وتابع قائلا: "إذا كانت هذه الحكومة تحترم نفسها فالمطلب واضح ولا يحتاج إلى تأويل والتعنت في بناء مسار مندمج ومتكامل بين البلدين وكذا في الفضاء المغاربي هو مجرد هروب إلى الأمام لن يساعد النظام الجزائري على طرح بدائل سياسية قابلة للتحقيق في ظل الوضع المتأزم الذي يعرفه هذا البلد الغني بثرواته وتاريخه". وسجلت النقطة الحدودية، الخميس الماضي، اقتحام شابين مغربيين للحدود، وهو ما جعل عناصر الدرك الملكي تعمل على إيقافهما وتخضعهما لتدابير الحراسة النظرية وفقا لتعليمات النيابة العامة المختصة.