قالت السلطات الاسترالية المكلفة بالبحث عن الرحلة الماليزية “ام اتش 370” يوم 31 يوليو /تموز الجاري إنها “تزداد ثقة” بان الحطام الذي عثر عليه قرب جزيرة في المحيط الهندي يعود للطائرة المنكوبة مما يعزز الأمل في حل أحد أكبر الألغاز في تاريخ الطيران المدني. وعثر على قطعة الحطام التي يبلغ طولها مترين على شاطئ في جزيرة “لا ريونيون” الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي. ويتوقع أن يتم تحليلها بسرعة في فرنسا. وقال المحققون إنهم باتوا أقرب إلى حل اللغز المحيط باختفاء طائرة البوينغ الماليزية قبل 16 شهرا مع 239 شخصا معظمهم من الصينيين. وقال رئيس مكتب سلامة النقل الأسترالي مارتن دولان لوكالة فرانس برس “ثقتنا متزايدة بأن هذا الحطام هو للرحلة “ام اتش 370″ التابعة للخطوط الجوية الماليزية”. وأضاف قائلا إن “شكل القطعة شبيه جدا بالقطع التي تكون هيكل طائرات البوينغ 777”. وأكد انه يجب توخي الحذر حتى التأكد من ذلك. لكنه أعرب عن الأمل في الحصول على معلومات أدق “في الساعات ال24 المقبلة”. وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق إن “الاحتمال كبير” في أن تكون القطعة من طائرة بوينغ .777 لكن يجب التأكد من ذلك. وأكد نائب وزير النقل الماليزي لوكالة فرانس برس أن “رقما جزئيا” على الحطام “يؤكد أنه يعود لطائرة بوينغ 777”. وقال عبد العزيز كبراوي “أعتقد أننا نقترب من حل لغز اختفاء الرحلة ام اتش 370. قد يكون ذلك دليلا قاطعا على أن الرحلة ام اتش 370 تحطمت في المحيط الهندي”. وقال خبراء إن الحطام هو جزء صغير من جناح طائرة بوينغ 777 وفي حال تأكيد ذلك، من المحتم أن يعود للطائرة الماليزية المفقودة. وعثر على الحطام قرب جزيرة “لاريونيون” الفرنسية على بعد حوالي أربعة آلاف كلم (2500 ميل) من المنطقة في المحيط التي يعتقد أن تكون الطائرة سقطت فيها العام الماضي. وتعتقد لسلطات المكلفة بالبحث عن الطائرة المنكوبة تعتقد أن الرحلة ام اتش 370 تحطمت في جنوب المحيط الهندي. لكن لم يتم العثور على أي أدلة مادية تؤكد هذه الفرضية. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت السلطات الماليزية أنه يرجح أن يكون كافة الأشخاص الذين كانوا في الطائرة قد قضوا. وقال وزير النقل والبنى التحتية الأسترالي وارن تراس الذي تتولى بلاده تنسيق عمليات البحث الدولية في المحيط الهندي للعثور على الطائرة إنه واثق بأن البحث عن الطائرة يتم في الموقع الصحيح. وأضاف “ليس هذا دليلا قاطعا،لكن العثور على الحطام في شمال جزيرة لاريونيون يتناسب مع تقلبات التيارات البحرية وما نتوقع أن يحصل في هذه الظروف”. وأوضح أنه حتى وإن تبين أن الحطام يعود للطائرة الماليزية “فهذا لن يساهم كثيرا في تحديد الموقع الحالي للطائرة”. وتابع “بعد 16 شهرا ومع تقلبات التيارات، فإن استخدام تقنية النموذج العكسي شبه مستحيل”. وكانت الطائرة الماليزية تنقل 239 راكبا عندما اختفت فجأة عن شاشات الرادار بعد إقلاعها من كوالالمبور إلى بكين في الثامن من آذار/مارس 2014. وبالنسبة إلى أسر الركاب الذين يريدون معرفة ما حصل من جهة ويأملون من جهة أخرى في أن يظل الركاب على قيد الحياة، فان هذا التطور الجديد يزيد من معاناتهم. وقال جيانغ هوي أحد المسؤولين عن مجموعة الأسر الصينية والذي كانت والدته على متن الرحلة، لوكالة فرانس برس في بكين “مرت سنة ونصف سنة ولم تتحمل أي جهة المسؤولية. لم يعتقل أحد أو يحاسب أو يعاقب. هذا غير مسبوق”. وأضاف “عانت أسر ركاب الطائرة الماليزية المفقودة أكثر من أي أشخاص آخرين في حادث تحطم طائرة لفترة طويلة”. وقالت الاسترالية جانيت ماغواير التي كانت شقيقتها كاثي في الطائرة إن العثور على الحطام “أمر صعب على كافة أفراد الأسرة”.وأضافت “نأمل في الحصول على أجوبة من خلال هذا الحطام وانه عائد للرحلة ام اتش 370 لنكون فكرة لنعرف بالضبط ما حل بكل ما كان في الطائرة”. وقد عثر يوم 31 يوليو/تموز الجاري على زجاجة تنظيف من ماركة أندونيسية على الشاطئ وسلمت للمحققين. وفي حين سجلت عدة حوادث في المنطقة كتحطم طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الجنوب إفريقية قرب جزيرة “موريشوس” في 1987 مما أدى إلى مقتل ركابها ال159، لم تكن أي من الطائرات من طراز بوينغ 777. وقال خبراء إن رقم تسجيل على الحطام يعني تحديد بسرعة ما إذا كان يعود لطائرة بوينغ 777. واتهمت عائلات الركاب الحكومة الاندونيسية بعدم الكفاءة وعدم احترام مشاعر العائلات وبالتكتم وانتقد كثيرون تركز البحث في المحيط الهندي في حين تم تجاهل احتمالات أخرى. ولم يعثر على أي اثر للطائرة بالرغم من عمليات البحث المكثفة التي تقودها استراليا في المحيط الهندي، لتصبح هذه الكارثة الجوية أحد أكبر الإلغاز في تاريخ الطيران المدني.