عرف مطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء مساء أمس الثلاثاء حادثة غير مسبوقة بعد أن امتنع مشجعون مغاربة عائدون من روسيا بعدما حضروا مباريات المنتخب المغربي عن النزول و اعتصموا داخل الطائرة التي قدمت من مطار مدينة كالينينغارد في الرحلة “الجحيم” رقم 2335. احتجاج المشجعون المغاربة جاء بعد أن تنكرت لهم شركة الخطوط الملكية المغربية و ألغت رحلتهم التي كانت مقررة أمس الثلاثاء 26 يونيو على الساعة الرابعة صباحاً انطلاقاً من “كالينينغراد” المدينة التي احتضنت مساء الإثنين آخر مباريات المنتخب المغربي ضد نظيره الإسباني بدون سابق إشعار. الحكاية بدأت في مطار “كالينينغراد” حينما تم إشعار عشرات المشجعين المغاربة القادمين مباشرة من الملعب الذي احتضن مباراة المغرب إسبانيا البعيد بأزيد من 20 كيلومتر بعدم وجود طائرة تقلهم للمغرب على الساعة الرابعة صباحاً كما هو مبين على تذاكر السفر و بأن عليهم الإنتظار لغاية الرابعة مساءً من نفس اليوم أي 12 ساعة من التأخير. و فور انتشار الخبر بمطار “كالينينغراد” تعالت احتجاجات و صراخ المشجعين المغاربة و دخل الجميع كما عاينت Rue20.Com في هستيريا جماعية رافعين شعارات ضد “لارام” واصفين إياها ب”الشركة الشفارة” و ذلك كله أمام أعين الروس و المشجعين الإسبان و باقي الدول وهو ما علق عليه أحد المغاربة بالقول : “شوهونا فبلادات الناس ..هذه عادتهم دائماً”. و لم يفلح أحد المسؤولين التابعين للشركة بروسيا من إخماد غضب و احتقان المشجعين المغاربة رجالاً و نساء و أطفال حيث أسر لمسافرين أن الطائرة التي كان من المقرر أن تنقلهم للمغرب أصابها عطل تقني وهو ما نفاه قائد الطائرة فيما بعد ما دفعه إلى اقتراح نقل 20 فرداً فقط في رحلة أخرى انطلقت على الساعة الثالثة و النصف من مطار “كالينينغراد” باتجاه الدارالبيضاء وهو ما زاد من الإحتجاجات بعد اختيار عشوائي للمنتقين الذين لحقوا بالطائرة الأخرى وهم منهكين. و بعد أخذ و رد و حالة من الفوضى العارمة وسط مطار “كالينينغراد” تحت أعين رجال الأمن الروس استسلم المشجعون المغاربة من بينهم صحفيين و طبيب و برلماني و سيدة واحدة و آخرون لهم التزامات خاصة للأمر الواقع و افترشوا أرضية المطار وهم منهكين و في حالة نفسية متردية حيث لم تكلف شركة “لارام” عناء توفير المبيت و المأكل للمسافرين المتضررين وهو ما أثار استياء و حنق الكثيرين. و تواصلت “الرحلة العذاب” للمشجعين المغاربة الذين قدموا صورةً رائعة و مثالية عن المملكة بروسيا لغاية الرابعة عصراً بتوقيت “كالينينغراد” أي الثالثة بالتوقيت الجديد المغربي ليتم إخبار الجميع من طرف سلطات مطار المدينة الروسية أن الرحلة ستتأخر لغاية الساعة السادسة أي أن التأخير وصل ل14 ساعة. و عاد المحتجون إلى رفع شعارات ضد الشركة المغربية مجدداً متهمينها بالسرقة و العبث بمصالح الوطن و المواطنين مطالبين برحيل المدير العام للشركة الشيئ الذي دفعهم إلى اقتراح فكرة الإعتصام داخل الطائرة بمجرد وصولها لمطار الدارالبيضاء على الساعة السابعة و النصف من مساء أمس الثلاثاء. و وجدت سلطات مطار الدارالبيضاء نفسها في وضع حرج بعد أن امتنع الجميع عن النزول باستثناء عضو سابق في جامعة الكرة “نور الدين البوشحاتي” و مرافقيه وهو الذي أثار غضب الجماهير المغربية بسبب تلفظه بكلام لم يلقى إعجابهم. و بعد ساعات طوال من “الإعتصام” داخل الطائرة و فشل مسؤولين تابعين لشركة الخطوط المغربية في إرغام المشجعين على مغادرة الطائرة حضر مسؤولون أمنيون في الدرك و الأمن الوطني و حاولوا بشتى الطرق إقناع المحتجين بمغادرة الطائرة مقابل تلبية مطالبهم التي تلخصت في تعويضهم مادياً عن التأخر الكبير في الرحلة و الإعتذار الرسمي. و لم يفلح هؤلاء أيضاً في إقناع المحتجين الذين لقوا مساندةً و دعماً كبيرين من طاقم الطائرة على رأسهم الربان ليحضر بعد ذلك شخص في سيارة تابعة للدولة قدم نفسه كعامل على أحد مقاطعات الدارالبيضاء و قام بمحاورة المحتجين على سلم الطائرة و خاطبهم بالقول أن ما قاموا به يعتبر “احتلال للطائرة و شيء مؤسف و يسيئ للمغرب”. و طلب “العامل” من المشجعين المغاربة مغادرة الطائرة مقابل توسطه مع الشركة المتهمة لإيجاد حل مناسب وهو ما تم في الأخير حيث وزع مسؤول في شركة “لارام” بمطار محمد الخامس “شواهد عدم الإركاب Attestation de non embarquement” على المحتجين حاملةً توقيعه و أسماء المتضررين و طلب منهم إيداعها لدى وكالات الشركة بمختلف التراب الوطني و تتبع ملفهم و شكايتهم ليستفيدوا من التعويض المادي المنتظر وهو ما استجاب له الجميع بتدخل مباشر من أحد عمال الدارالبيضاء. و لحدود كتابة هاته الأسطر فإن مشجعين مغاربة قاموا فعلاً بزيارة وكالات تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية في مدن مغربية مختلفة إلا أن موظفيها لم يقبلوا منهم تلك الشهادة التي سلمت لهم من طرف مسؤول الشركة بمطار محمد الخامس و طلبوا منهم مراسلة مصلحة الشكايات عبر “الإيميل” فقط لتبقى المعاناة مستمرة للمشجعين المغاربة مع “لارام” إلى حين.