الفريق الملكي يلاقي شقيقه العدو 3 مرات بحكم تربعهما على عرش الليغا وكاس الملك في اسبانيا، ولكن نهائي الأبطال يطغى على كل شيء يأمل ريال مدريد أن تكون شخصية جاره اتلتيكو مدريد الأوروبية مختلفة تماما عن شخصيته المحلية، ذلك أن اتلتيكو مدريد بطل الدوري الاسباني لكرة القدم أثبت في نهائي الليغا ضد برشلونة أنه لم ولن يكون لقمة سائغة. نجوم ريال مدريد ومدربهم الايطالي كارلو انشيلوتي تابعوا باهتمام كبير ولا بد الملحمة التي خاضها جارهم في الكامب نو السبت الماضي، وهم يتوقعون محلمة مماثلة السبت المقبل في لشبونة. نهائي دوري أبطال أوروبا يجمع لأول مرة في تاريخه بين فريقين من مدينة واحدة.. العاصمة الاسبانية مدريد كان لها هذا الشرف والسبق بأن تقدم اتلتيكو وريال كعريسين في ليلة زفاف واحدة، ولكن من منهما يزف في ليلة التتويج ومن منهما يطلق الحلم في المحطة الأخيرة.؟ ليلة صعبة على العاصمة مدريد نصفها سينام في الظلماء ونصفها الآخر سيشعل الألعاب النارية في الشوارع وينشر الفرح في أرجائها. اتلتيكو مدريد بوصفه بطل الليغا سيلتقي جاره ريال مدريد بوصفه بطل كأس الملك مرتين أيضا في افتتاح الموسم المقبل على لقب كاس السوبر الاسبانية، ولكن ما الأهمية التي يحملها هذا اللقب في المقارنة مع لقب الشامبيونز ليغ العاشر لريال مدريد أو الأول لاتليتكو مدريد. ولكن من هو الأحق بين الجارين للفوز بهذا اللقب، وما هي النتيجة العادلة لهذا النهائي؟ ريال مدريد يملك الخبرة.. ولكن المشاركات الأوروبية لريال مدريد هي الأكثر طبعا ولذلك هو يملك الخبرة، كما ان مدربه انشيلوتي يملك سجلا أوروبا افضل بكثير من سجل سيموني حديث العهد بالتدريب، ولكن ما هي قيمة الخبرة أمام العزيمة الجبارة التي يمتلكها اتلتيكو مدريد؟. هناك الكثير من المباريات التي حسمها الحماس والقتال والرغبة في تحقيق الفوز ولم تنفع فيها خبرة اللاعبين أو اسمائهم الرنانة أو حتى السيرة الذاتية للمدير الفني وكوارده. اتلتيكو مدريد يملك الروح.. ولكن وفي المقابل يملك فريق اتلتيكو مدريد الروح والجماعية ولا يفكر لاعبوه في الأرقام الشخصية، كما أن مدربه عبارة عن شعلة متقدة من الثورة والشباب، ولكن هل يملك الأدوات الفنية الكاملة لمواجهة كل هذا الضغط العصبي خصوصا مع احتمال غياب هدافه الأول دييغو كوستا؟. هناك الكثير من الفرق امتلكت الروح الجماعية ولكن بسبب غياب النجم القادر على احداث الفرق تعثرت مشاريع الانجاز وتعطلت الأحلام وتأجل التتويج. من يتحمل الارهاق أكثر؟ لا شك أنه وبعدي موسم طويل ومليئ بالإصابات لكلا الفريقين فإن المباراة النهائية على لقب دوري الابطال ستكون مهلكة للجانبين ووحجه الفريق الذي يستطيع الصمود أكثر في وجه الإرهاق يستطيع تحقيق الفوز ناهيك عن احتمال خضوع المباراة للتمديد وركلات الجزاء. وبعد موسم استثنائي قدمه اتليتيكو مدريد فإن فوزه سيكون نتيجة عادلة يعترف بها الجميع كما اعترف الخصم قبل الصديق بأحقية التتويج بلقب الليغا على حساب برشلونة. وبعد موسم أول لا يعتبر سيء بالنسبة للمدرب انشيلوتي مع ريال مدريد فإن انتصار الملكي ايضا سيكون نتيجة عادلة نظرا للأرقام التي حققها الفريق وعدد الأهداف التي سجلها وانتصاره المذهل على حامل اللقب بايرن ميونيخ الألماني. المختصر المفيد هو القول بأن أي نتيجة لا تتدخل بها الأخطاء التحكيمية ستكون عادلة، فكلا من ريال مدريد واتلتيكو مدريد أوفى بشروط البطولة ودفع مهرها.