القارئ الرياضي لا يفضل على الغالب التطرق للأمور السياسية، ولكن المثل أحيانا يساعد على استيعاب حجم المشكلة التي يعاني منها عشاق نجمي كرة القدم العالميين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. نتذكر عندما بدأت مفاوضات ما يسمى بعملية السلام بين العرب والكيان الصهيوني، برزت كلمة صغيرة وهي ليست كلمة وإنما حرف جر (في)، وذلك عندما تضمنت أوراق المفاوضات عبارة فلسطين عاصمتها "في" القدس وليس عاصمتها القدس، وعندها دار جدل كبير حول هذه الكلمة الخطيرة، حيث قال مناهضو المفاوضات أن حرف الجر هذا سيسرق القدس من المسلمين بشكل رسمي وقانوني، بعد أن سرقها المجرمون عسكريا. وشتان بين المقارنات حول قضية بحجم القدس وبين ما يجري من جدل هو اللاعب الأفضل في العالم، ولكن للتوضيح اقتضى ضرب المثل لا أكثر ولا اقل. في الوسط الرياضي العالمي وقبل وبعد تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري العجوز جوزيف بلاتر المثيرة للجدل طفت على السطح عبارة تدولها الكثير من كبار الشخصيات وهي: "ميسي اللاعب المفضل بالنسبة لي"، وتوقف الجميع عن كلمة واحدة في هذه العبارة (المفضل)، وبدأ نقاش من نوع جديد ربما يطول ويتشعب. برنامج تلفزيوني إسباني أمضى 3 ساعات من النقاش ليلة الخميس حول هذه الكلمة، والضيوف وكما فهمت يميلون بشكل واضح لريال مدريد وليس برشلونة خصوصا وأن القناة التي بثت البرنامج مقرها العاصمة وليس الإقليم الكتالوني، وقد دار كامل النقاش حول كلمتين هما: المفضل والأفضل. وخلص البرنامج إلى قناعة راسخة ومؤكدة وهي أن ميسي هو المفضل بشكل قاطع لدى أغلب نجوم ومدربي العالم، ولا أدل على ذلك من حصوله على جائزة الكرة الذهبية باكتساح الأصوات في السنوات الأربع الماضية، وهو مرشح أول للقب الخامس على التوالي بعد أقل من 3 أشهر. غير أن القناعة الثانية التي تبقى محل شك والتي خلص إليها البرنامج هي أن رونالدو هو الأفضل، وإن كان ليس المفضل عند بلاتر وبلاتيني وغيرهم من المسؤولين، ربما بسبب شخصيته المتعجرفة أو العسكرية كما وصفها بلاتر. ولكن في الحقيقة سيختلف الكثيرين مع القناعة الثانية، رغم الاتفاق المطلق على الأولى، وخصوصا أن رونالدو لم يحقق مع مانشستر يونايتد وريال مدريد عدد الانجازات التي حققها ميسي مع برشلونة، كما أن الدون البرتغالي تنتظره مهمة صعبة وهي تجاوز السويد مع منتخب بلاده من أجل الوصول إلى كأس العالم، وهي المهمة التي إن فشل فيها فستأكل الكثير من حظوظه ليكون الأفضل.