عندما يحل مديرا فنيا جديدا على فريق يجب أن يفكر في شئ مهم قبل حتى توقيع العقد، أن يضع في اعتباره عدم الاقتراب من "أباضيات" الفرق أصحاب الكلمة والأمر والنهي في فرقهم، فمعاداتهم تعني إما الرحيل أو الخراب، حدث هذا الأمر من قبل على مستوى المنتخبات عندما تجرأ ستيف مكلارين على استبعاد النجم ديفيد بيكهام من تشكيلة المنتخب الإنكليزي فلم ينل حب الجماهير ولا حتى نجح في الاستمرار في منصبه بعد فشله في التأهل ليورو 2008. وحاليا على مستوى الأندية فهناك نجوم محصنون وهم هناك شرط غير مكتوب أمام كل مدرب يتولى تدريب فريقهم.. شرط يقول "ابتعد عنهم إن أردت الاستمرار" هؤلاء هم: 1 – ليونيل ميسي (برشلونة) يبدو أن تصريح زلاتان إبراهيموفيتش الأخير عن ما كان يحدث في برشلونة يكشف ما يتمتع به ميسي من سطوة داخل قلعة كامب نو، فعندما طلب ميسي من غوارديولا أن يغير من مركز إبراهيموفيتش من أجل عيونه إنصاع المدرب الإسباني لأمر النجم الأرجنتيني الذي تحدى غوارديولا أيضاً ورفض أن يسير على النظام الغذائي الذي وضعه للفريق بعدم تناول الكولا قبل المباراة ب3 ساعات وتحدى مدربه أمام زملائه في قصة يروريها مساعد غوارديولا السابق. أشياء كثيرة تحكى عن السلطة التي يتمتع بها ميسي في صفوف بلوغرانا مثل ما تردد حول كونه من اختار تعيين مواطنه تاتا مارتينو مدرباً للفريق وهو من وافق على انضمام نيمار لبرشلونة بعد أن استشارته الإدراة، أقوال كثيرة نسمعها منها الصحيح ومنها الخاطئ ولكن المؤكد أن ميسي له كلمة على الفريق في برشلونة، ولا يجرؤ أي ما كان أن يتحداه أو يستبعده من التشكيل، بل وأحيانا لا يجرؤ أحد على استبداله! 2 – فرانشيسكو توتي (روما) مدد قائد فريق الذئاب عقده مع نادي العاصمة الإيطالية مؤخراً حتى حزيران/يونيو من عام 2016، أي سيكون قد قارب على إتمام عامه الأربعين وقتها، لا أحد يمكنه أن يشكك في قيمة توتي كرمز من رموز قلعة الأوليمبكو ولكن على المستوى الفني هل يستحق التواجد في روما حتى هذه السن المتقدمة؟ لماذا يعتبر البعض توتي أسطورة وهو الذي لم يتوج مع روما سوى بلقب السكوديتو مرة واحدة وبالكأس مرتين ولم يفز ولا مرة بأي بطولة أوروبية؟ النجم المصري المعتزل أحمد حسام ميدو الذي احترف فترة قصيرة في فريق العاصمة الإيطالية يحكي عن سطوة توتي في روما، حيث إنه هو اللاعب الوحيد الذي له أجهزة ممنوع الاقتراب منها في صالة الألعاب الرياضية، كما أن أزمة مالية مرت على الفريق أخرت وصول رواتبهم لمدة 3 شهور وكان توتي بصفته قائد للفريق يحث زملائه على الصبر والوقوف بجانب النادي في محنته ثم اكتشف الجميع أن توتي الوحيد في لاعبي الفريق الذي كان يقبض راتبه كاملاً في موعده بدون أي تأخير. 3 – إيكر كاسياس (ريال مدريد) الحارس الدولي الإسباني هو معشوق الجماهير الأول في قلعة سانتياغو بيرنابيو خاصة بعد رحيل راؤول غونزاليس عن الفريق، القديس أحد رموز الميرنغي.. لم يكن أحد يجرأ على الاقتراب من مكانته، ظل الحارس الأساسي وقائد الفريق لسنوات، ونراه يصيح في وجه زملائه عند تلقيه هدف حتى لو كان هو المسؤول عنه، حتى جاء البرتغالي العنيد جوزية مورينيو الذي تجرأ وأجلس أفضل حارس في العالم على مقاعد البدلاء، حتى حل الخراب على النادي الملكي ورحل مورينيو ومازال أنشيلوتي يعاني حتى الآن من المخلفات التي تركها السبيشيل وان في غرفة الملابس. 4 – ستيفن جيرارد (ليفربول) يرتبط جيرارد بعلاقة حب خاصة مع جماهير قلعة أنفيلد لأسباب عديدة، أولها وهو الأمر الذي لا يعلمه الكثيرين هو أن ابن عم اللاعب الإنكليزي كان أحد ضحايا كارثة هيلسبرو الشهيرة التي راح ضحيتها 96 مشجعا من الريدز في عام 1989، السبب الثاني هو أن اللاعب أحد ناشئين الريدز وتدرج معه حتى أصبح قائداً للفريق وتوج معهم بدوري أبطال أوروبا ولكنه مازال يحاول في إعادة الفريق للتتويج بالدوري الإنكليزي بعد غياب 24 عاماً. جيرارد أحد اللاعبين الذي يجب على أي مدرب أن يكتسبهم في صفه حتى ينال رضا الجميع سواء الإدارة أو النادي، كما أن صاحب ال33 عاماً هو القائد الحالي لمنتخب الأسود الثلاثة وهذا المنصب له حماية ومكانة خاصة في بلاد مهد كرة القدم. 5 – واين روني (مانشستر يونايتد) رغم إنه ليس أحد أبناء النادي، إلا أن مجئ الغولدن بوي لقلعة أولدترافورد في سن مبكر جعلته أحد رموز الشياطين الحمر في العقد الأخير، رغم مرور نجم مثل كريستيانو رونالدو وفان بيرسي حالياً إلا أن روني يتمتع بحماية خاصة أولاً من الصحافة الإنكليزية التي تنفخ في نجومها دائماً حتى لو على حساب النجوم الأجانب، ثانياً من جماهير الفريق التي تفضل مواطنيها أمثال روني ومن قبله بيكهام وسكولز. ونتذكر الخلاف الذي حدث ما بين روني وكريستيانو رونالدو في ربع نهائي مونديال 2006 والذي حرض فيه النجم البرتغالي الحكم على طرد مهاجم الأسود الثلاثة، وعندما عاد اللاعبان سوياً للفريق كان رونالدو يتعرض لصافرات استهجان رغم إنه كان النجم الأبرز للشياطين الحمر على المستوى الفني، وها هو ديفيد مويس المدير الفني للفريق لم يستوعب الدرس جيداً وأهان روني في تصريحاته قبل بداية الموسم عندما وصفه بكونه بديلا لفان بيرسي ليخسر دعم الجماهير له في ظل النتائج السيئة أيضاً التي يقدمها مع الفريق.