تعد هذه السوق الصيفية من أشد وأقوى الانتقالات التي جرت في السنوات الأخيرة سواء من حيث المنافسة بين كبار وعمالقة أوروبا إلى جانب الكم الهائل من النجوم الذين يخطفون جميع الأضواء على غير العادة وأخير وليس آخراً المبالغ الضخمة والباهطة التي تم صرفها ومن المتوقع زيادتها في القريب العاجل. فإذا تطرقنا في البداية إلى العملاق الجديد موناكو الفرنسي وإبرامه لثلاث صفقات من العيار الثقيل جداً تقدر بحوالي 130 مليون يورو متمثلة في استقطاب النمر الكولمبي الذي راوغ الجميع (تشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وريال مدريد) بصفقة قياصية قدرت بحوالي 60 مليون يورو إلى جانب المبلغ الكبير الذي تلقاه بورتو البرتغالي من جراء بيع نجميه جواو موتينهو وجايمس رودريغيز بقيمة ضخمة وصلت إلى 70 مليون يورو. موناكو هو أحدث العمالقة الجديدة في الكرة الأوروبية ولكن العمالقة القدامى مازالو يتألقون وينافسون بقوة على السوق الصيفية سواء كان باريس سانت جيرمان الفرنسي أو السيتي أو تشيلسي أو الريال مدريد ومعهم برشلونة ومانشستر يونايتد. الريال دعم صفوفه بصفقتين تجاوزو معاً حاجز ال60 مليون يورو بينما العملاق الباريسي خطف الوحش الأوروغوياني في خامس أعلى صفقة في تاريخ كرة القدم بقيمة 64 مليون يورو ومعه المدافع البرازيلي ماركينيوس بصفقة كبيرة أيضاً بلغت نحو 32 مليون يورو. ولكن.. رغم كل هذه الأحداث المثيرة في السوق الصيفية التي حدث حتى الآن إلا أن هناك 3 صفقات من العيار المثير للجدل ليس فقط في القيمة المالية ولكن إعلامياً وجماهيرياً أيضاً، هى صفقات إن تمت ستشعل الحرب داخل الدوري الإنكليزي، هى ستثير الفتنة بين جماهير هذه الأندية وتشعل النار بين هذه الفرق الكبيرة لا سيما أن العداوة "موجودة" بالفعل بينهم. الصفقة الأولى: واين روني: الجولدن بوي أو الفتي الإنكليزي الذهبي سواء لإنكلترا بشكل عام أو لمانشستر يونايتد بشكل خاص، لم يخطر على بال أيٍ من مشجعي مانشستر يونايتد طوال السنوات الماضية أن روني قد يغادر أسواء الأولد ترافورد، ربما بدأت المؤشرات بعد واقعة "السجائر" التي اكتشفها السير فيرغسون الراحل وهى ما أثارت بعدها الأزمة التي لاحت في الأفق والتي فاجأ بها اللاعب صاحب ال27 عاماً جماهير المانيو حيث أبدى رغبته في الرحيل عن يونايتد، ورغم أن السير استطاع الإبقاء عليه وتخطي هذه الأزمة إلا أن العلاقة لم تعد مثل السابق بين الولد المدلل والسير والأولد ترافورد، ومؤخراً بعد قدوم فان بيرسي الذي خطف الأضواء بكل المقاييس من روني بل وجلب الدوري للمانيو محرزاً لقب الهداف إلى جانب أنه أجبر فيرغسون على تغيير مركز روني من رأس حربة إلى صانع ألعاب وهو ما أغضب فتى إيفرتون الذهبي، رحيل السير وقدوم مويس ومن بعده "المو" أو مورينيو إلى تشيلسي أعادت من جديد للأذهان الصفقة التي لطالما حلم به "السبيشل ون" وهى الحصول على خدمات هذا النجم الإنكليزي الكبير، والآن تشيلسي يسعى بكل ما يستطيع من قوة لجلب روني إلى الستامفورد بريدج في صفقة ستكون ربما الأشهر في عصرنا الحديث، روني عازم على الرحيل ومويس أعلنها أنه يفضل بيرسي وأن المانيو أكبر من ألف "جولدن بوي" ومورينيو أشعلها بكل صراحة "أعشق روني وأريده في تشيلسي" ولكن العواقب الوخيمة قد تكون كثيرة هذه المرة على روني فالجماهير الإنكليزية "يونايتد" لم ولن تهدأ حين ترى الفتى الذهبي بالقميص الأزرق والإعلام الإنكليزي القوي والصعب سيفترس هذا النجم قبل أن تطأ قدامه معقل البلوز ولكن إذا تحقق للمانيو "مراده" قد يتركه في الأخير!!! الصفقة الثانية: سيسك فابريغاس: هو كان أيضاً الفتى الذهبي للغنرز وأحد أهم وأبرز اللاعبين في كتيبة المدفعجية في ال15 سنة الماضية، حين رحل فابري إلى برشلونة في صيف 2011 توقع الجميع أن البرسا سينفجر مع هذا النجم بالتحديد وأن حلم الدولي الإسباني الذي لطالما حلم به طوال السنوات الماضية تحقق بالفعل، ولكن ماذا حدث؟ فصانع الألعاب المميز في آرسنال أصبح لاعب "عادي" في صفوف برشلونة، وقائد كتيبة المدفعجية لأكثر من 3 مواسم وجد نفسه لاعب "دكة" في كتالونيا، أهدافه ليست هى أهدافه المعهودة وتمريراته الساحرة لم تعد كالسابق ومجهوده الوافر والكبير لم يرتقي للمستوى المعروف عنه، إلا أن إعلان مويس رسمياً بالتقدم بعرض رسمي من أجل طلب ود فابريغاس من برشلونة حرك المياة "الراكدة" وألهب حماس اللاعب الذي ظن أنه لن يصبح مرغوباً فيها بعد اليوم، رغم أن السيسك يكن كل العشق للمدفعجية في البريميرليغ إلا أنه لن يمانع أن تسلط عليه الأضواء من جديد وأن يعود عن طريق الكبير المان يوناتيد خاصة أنه سبق وترك الغنرز من قبل من أجل عيون كتالونيا، قد تكون الصفقة اقتربت من الحسم ولكن ماذا ستفعل جماهير آرسنال؟ هل ستترك فابريغاس يرتدي قميص اليونايتد؟ كيف ستكون المواجهات بينه وبين لاعبي وجماهير الغنرز وبالتحديد مع فينغر مكتشف هذه الموهبة؟ وهذا "شيء" والتعامل الذي سيلقاه من الإعلام الإنكليزي شيء آخر. الصفقة الثالثة: لويس سواريز: لم يتوقع أي مشجع كروي في البريميرليغ أن هذا السواريز سيستطيع أن ينسي جماهير الليفر من هو فرناندو توريس وماذا سيفعل ليفربول بعد غيابه؟ استطاع سواريز أن يحمل الحمر على كتفيه في الموسم الماضي بأهدافه ودوره وقيادته في الملعب إلى جانب تأثيره الكبير ومهارته العالية، أصبح سواريز الآن محط أنظار أوروبا كلها لا سيما أن العملاق المدريدي يرغب بوده ولكنه لم يتحرك بعد، ولكن المثير والغريب هو تحرك آرسين فينغر نحو المهاجم الأوروغوياني الشهير، لم يتقدم الآرسنال بعرض أو اثنين إلى ليفربول من أجل عيون سواريز بل وصل الأمر بفينغر "الحريص" أن يتقدم بمبلغ 40 مليون إسترليني لمسؤولي الليفر ليطلب شراء "العضاض"، بالطبع برندان رودجرز لا يغفل على إمكانيات سواريز وليفربول بشكل عام أعلنتها رسمياً أنها لن تبيع هذا السواريز إلى منافس في البريميرليغ ولكن ماذا لو تقدم الارسنال بعرض يفوق ال50 مليون خاصة بعد ضياع هيجواين من الآرسنال، والسؤال الأبرز إذا حدث وتمت هذه الصفقة كيف ستتصرف جماهير ليفربول؟ هل تعيد نفس المشهد الذي حديث مع "النينو"؟ هل ستعيد الكرة من جديد ويشرب سواريز نفس كأس "ناندو"؟