في الوقت الذي استحوذ فيه نيمار على الإعجاب، فإن فريد كان البطل المجهول مرة أخرى للمنتخب البرازيلي، بعدما سحق السليساو الماتادور الإسباني بثلاثة أهداف نظيفة في نهائي كأس القارات على استاد ماراكانا في ريو دي غانيرو. وصعق فريد نجم نادي فلومينينزي البرازيلي الشباك الإسبانية بهدف في الدقيقة الثانية من بداية المباراة، قبل أن يعود ويسجل الهدف الثالث للفريق في الدقيقة الثالثة من بداية الشوط الثاني بعد أن تكفل نيمار بتسجيل الهدف الثاني في نهاية الشوط الأول، ليلقى تشجيعا فائقا لدى مغادرته أرض الملعب في الدقيقة 80 من قبل نحو 73 ألف مشجع اكتظ بهم استاد ماراكانا. وقال فريد: "بدون شك إنها أكثر مباراة استثنائية في حياتي، نظرا إلى أهميتها وروعتها". وفي سن التاسعة والعشرين فإنه يبدو أكبر سنا بالنسبة للكثير من جماهير كرة القدم، ولكن هذا فقط بسبب أن لديه مسيرة طويلة تتواصل مع ناديه فلومينينزي الموجود في ريو دي غانيرو. وأشار فريد إلى أن "ماراكانا هو بيته الثاني، إنه المكان الذي كتب فيه بعض صفحاته الجميلة في قصته مع كرة القدم". فعلى سبيل المثال استشهد فريد بهدفه الأول لفلومينينزي وهدفه الأول بعد تحديث استاد ماراكانا،الذي سجله في الثالث من حزيران/يونيو الماضي في المباراة الودية الدولية أمام إنكلترا،كما بكل تأكيد سيضيف إلى ذلك هدفيه في شباك أسبانيا. وأظهرت كأس القارات أن فريد قناص من طراز فريد، بعدما سجل خمسة أهداف خلال خمس مباريات،وأنه لا يضيع أي فرصة داخل منطقة الجزاء. وفي المباراة أمام أوروغواي في المربع الذهبي نجح فريد في تسديد الكرة إلى داخل الشباك بعدما تصدى حارس أوروغواي لمحاولة نيمار. وأوضح فريد أمام كاميرات التليفزيون بعد تسجيله هدفا في شباك أوروغواي "إنها جرأة". وأثبت المهاجم البرازيلي ذاته بشكل أكبر عندما سجل الهدف الأول قبل أن يحسم الفوز للبرازيل في الشوط الثاني. وقال فريد: "كنت أتمنى أن أسجل برأسي، ولكني لم أنجح في الوصول إلى الكرة، لقد سقطت،ولكني أبقيت عيني على الكرة وحاولت أن أسدد الكرة". وخلال كأس القارات وضح جليا أن فريد أصبح يشكل ثنائيا هجوميا رائعا مع نيمار، الذي وصفه بأنه "لاعب استثنائي". ونال نيمار الذي سجل الهدف الثاني في شباك أسبانيا، لقب أفضل لاعب في المباراة للمرة الرابعة،كما حصل على لقب أفضل لاعب خلال بطولة كأس القارات. ولم يحصل فريد على لقب رجل المباراة في أي لقاء من اللقاءات الخمسة للبرازيل في كأس القارات،وكذلك لم يدخل ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة. وترعرع فريد في قطاعات الناشئين في نادي أميركا مينيرو الموجود في بيلو هوريزونتي، وأصبح لاعبا محترفا في 2002، وفي 2004 انتقل إلى كروزيرو، أحد أشهر الأندية البرازيلية. واشتهر فريد في القارة الأوروبية بعدما قضى أربعة أعوام مع نادي أولمبيك ليون بدءا من عام 2005، وخلال هذه الفترة فاز بلقب الدوري الفرنسي ثلاث مرات. وعاد فريد إلى البرازيل في 2009 وانضم إلى فلومينينزي وحصل على لقب أفضل لاعب في الدوري البرازيلي في 2012، عندما توج فلومينينزي باللقب، كما حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري البرازيلي في 2013 . وحتى هذا العام لم يحصل فريد على العديد من الفرص في صفوف المنتخب الوطني، رغم أنه كان جزءا من الفريق الذي شارك في كأس العالم 2006، حيث كان يفضل أغلب المدربين الإعتماد على مهاجمين آخرين، مثل أدريانو وروبينيو ولويس فابيانو، وبالتأكيد رونالدو، الهداف التاريخي لكأس العالم. وسجل فريد سبعة أهداف خلال 19 مباراة مع المنتخب البرازيلي بين عامي 2005 و2012، ولكن المدير الفني لويز فيليبي سكولاري وضع ثقته به ليرد اللاعب الدين لمدربه وأحرز تسعة أهداف والعديد من التمريرات الحاسمة خلال عشر مباريات.