أكد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أمس الخميس بالرباط، أنه منذ انشاء المعهد، تسارع انبعاث الثقافة واللغة الأمازيغيتين وأصبحت لهذه اللغة قاعدة معجمية تمكنها إلى حد ما القيام بوظائفها. وقال بوكوس، بمناسبة ندوة نظمها مركز التهيئة اللغوية التابع للمعهد حول موضوع "المصطلحية في اللغات القليلة الموارد: الوضع والمنهجية والانعكاسات"، إن هذا اللقاء الدولي يعنى بموضوع المصطلحية كمعجم متخصص علمي وتقني، تحتاج له اللغة لتلبية حاجيات التواصل في محتلف المجالات كالتعليم والإعلام والصحة والعدل والعمل البرلماني وغيرها، وخاصة المجالات التي جاءت في مشروع القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية. وأضاف أن هذه الندوة مساهمة من المعهد للاستفادة من أفضل التجارب في هذا المضمار، لاسيما وأنها تعرف مشاركة ثلة من الأساتذة ينتمون الى مجموعة من الدول (إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا) وكذا أساتذة من جامعة تيزي وزو والكويرة وبجاية يجمعهم هاجس الاشتغال على المصطلحية من أجل تأهيل اللغة. وشدد عميد المعهد على الأهمية الحيوية للمعجمية باعتبارها تمنح مصطلحات خاصة بعلوم التربية كي يوفر الدرس اللغوي الأمازيغي للمتعلم الأدوات التي يحتاجها في ما بعد في حياته اليومية والمهنية وفي مجال الاعلام والتواصل، مضيفا أن المعهد قام بصياغة معجم الإعلام ثم معجم السمعي البصري. وخلص بوكوس إلى أنه "حان الوقت لتقييم تجربتنا مع دول أخرى للوقوف على مكامن القوة". من جهتها، قالت مفتاحة اعمر، مديرة مركز التهيئة اللغوية التابع للمعهد، إن هذا اللقاء يتوخى العمل على اعادة تأهيل اللغة الأمازيغية، مشيرة إلى وجود حاجيات مصطلحية في مجال المعجم. وأضافت المتحدثة "نطمح الى الاستفادة من تجربة اللغات الأخرى"، مبرزة أن هناك أساتذة يشتغلون على لغات مثل الباسكية والبرتغالية وأن المغرب "يملك تجربة خاصة نرغب في استعراضها مع التجارب الأخرى". وفي افتتاح الندوة، قدمت السيدة ماريا تيريزا لينو، أستاذة بالبرتغال، عرضا حول المصطلحية وخاصة المصطلحية الطبية، لكونها تكتسي أولوية في البرتغال. وأبرزت أن العصر الحالي يتميز بتطور كبير للعلوم، مما يجعل اللغة مطالبة بمواكبة هذا التقدم، مبرزة أن المعاجم شهدت تطورا كبيرا، بما فيه التحول نحو المعاجم "الرقمية". وجاء في أرضية الندوة الدولية أنه "بالنسبة للغة الأمازيغية، تعود المبادرات الأولى لصياغة معجمية الى سنوات السبعينيات من القرن الماضي. ويتعلق الأمر بنشاط نضالي وتطوعي وعفوي يروم اغناء اللغة الأمازيغية". ومنذ أمد طويل، رأت النور مجموعة من المعاجم القطاعية (معجم الرياضيات سنة 1984، ومعجم الجغرافيا سنة 1987، ومعجم الاعلاميات سنة 1996، ومعجم التربية سنة 1993، والمعجم القانوني 1996 وغيرها)، في مجهود غايته اثبات أن اللغة الأمازيغية يمكن أن تكون ناقلة للعلوم والتقنيات. ويتضمن برنامج الندوة، ست جلسات تناقش قضايا متعلقة بقضايا المعجم في عدد من البلدان، من بينها إيطاليا والجزائر.