كشف محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أنه اتفق مع رشيد الطالبي العلمي، وزير الشبيبة والرياضة على "منع عملية التخييم بفضاءات المؤسسات التعليمية، ابتداء من الصيف المقبل"، حيث قال خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم (الاثنين) بالرباط حول مستجدات الدخول المدرسي والجامعي والتكوين المهني "إن وزارته لن تسمح بفتح أي مؤسسة تعليمية بغرض التخييم مهما كانت نوعية الطلبات." وأضاف حصاد أنه "وحتى إن كانت طلبات التخييم مقدمة من الجمعيات التابعة لوزارتي فلن أستجيب لها لأن فضاءات المدارس هي مخصصة للتعليم وليس للتخييم أو لشيء أخر"، مؤكدا أنه على الوزارة أن "تستغل شهري يوليوز وغشت في إصلاح المؤسسات التعليمية وصيانتها، إستعدادا للدخول المدرسي." واعترف حصاد أن وزارته لم تف بوعودها بخصوص تأهيل السكن والمطاعم الجامعية، مرجعا ذلك إلى "ضيق الوقت بين مغادرة الطلبة للسكن الجامعي، والعطلة الصيفية"، قبل أن يدعو طلبة هذه الأحياء إلى "الصبر وأكل السندويتشات"، ليستدرك قائلا "قبل منتصف الشهر المقبل ستكون مطامع جاهزة." من جهة أخرى، توعد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بنشر لائحة أسماء الأساتذة المتغيبين عن فصول الدراسة، مؤكدا خلال الندوة ذاته أن "غياب الأساتذة سيتم مسكه بشكل يومي عبر منظومة مسار، بينما نشر أسماء المتغيبين سيتم بشكل شهري"، قبل أن يوضح الغاية من هذا القرار هو "الدفاع عن الأساتذة" وتبديد ما أسماه حصاد ب"الهالة التي تحيط بموضوع الغيابات." حصاد وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، تحدث عن بعض المواضيع التي استأثرت باهتمام الرأي العام، وضمنها الحملة التي أطلقها بعض "الدعويين" بشأن فصل الذكور عن الإناث في المدارس، حيث رد حصاد عن هذا الأمر قائلا " لن نقبل أي نقاش في مسألة فصل الذكور عن الإناث"، داعيا أصحاب هذه الحملة إلى "الكف عن ذلك والاهتمام بما هو أهم". كما عبر حصاد عن رفضه الشديد استعمال العنف داخل الأقسام، مؤكدا بالقول "سنتعامل بصرامة مع كل من استعمل العنف سواء أكان ضد التلميذ أو الأستاذ، لأن هناك وسائل أخرى للتربية". من جانب آخر، وعد حصاد بتقليص عدد التلاميذ في الأقسام ومحاربة الاكتظاظ، بحيث لا يتجاوز العدد 30 تلميذ في القسم بالسنة أولى ابتدائي، و40 تلميذ في القسم بباقي المستويات، ولتحقيق هذه الأهداف يقول حصاد "كان لا بد من توظيف 24 ألف أستاذ، بموجب عقود، لتنضاف إلى 11 ألف أستاذ تم التعاقد معهم في العام الماضي." وكشف الوزير المعدل الوطني للتلاميذ بالقسم في مستوى أولى ابتدائية لا يتعدى 25 تلميذ، مشيرا إلى أن 92 في المائة من الأقسام لا يتجاوز عدد التلاميذ فيها 34 تلميذ، بينما المعدل الوطني لعدد التلاميذ في القسم في باقي المستويات التعليمية، يصل إلى 30 تلميذ، لكنه يختلف من منطقة إلى أخرى، وفي العموم فإن 98 في المائة من الأقسام لا يتعدى عدد التلاميذ فيها 44 تلميذا. وفيما يخص تنويع العرض التربوي، أعلن حصاد عن "استقبال تلاميذ 5 سنوات ونصف في بمؤسسات التعليم العمومي بالسنة الأولى ابتدائي"، فضلا عن "إحداث مسلك دولي بالسلك الإعدادي مفتوح في وجه 5 في المائة من التلاميذ"، والذي الغرض منه الشروع في التحضير للبكالوريا الدولية منذ المستوى الإعدادي، يوضح حصاد. كما أعلن حصاد عن قراره توسيع مسالك الباكلوريا الدولية لتشمل 57 في المائة من الثانويات التأهيلية، أي ما يناهز 25 في المائة من العدد الإجمالي لتلاميذ الثانوي التأهيلي. ومن المستجدات أيضا إحداث 27 شعبة جديدة بمكتب التكوين المهني(صناعة السيارات، معدات الطائرات، الطاقات المتجددة، الصناعة الصيدلية..)، وإحداث 21 مؤسسة جديدة للتكوين المهني بمختلف الجهات. وفيما يخص بالاهتمام بالمظهر الداخلي والخارجي للمؤسسات ، كشف حصاد عن تأهيل 9917 مؤسسة تعليمية و799 داخلية وتجديد ما يناهز 350 ألف طاولة، أي ما يمثل 10 في المائة من مجموع الطاولات التي يجب استبدالها، مؤكدا أن التكلفة الطاولة الواحدة لا تتعدى 400 درهم، مقابل 1100 درهم بالنسبة للطاولة القديمة. كما وعد د حصاد بالقضاء نهائيا على السبورة السوداء قبل نهاية أكتوبر المقبل، حيث قال إن وزارته وفرت 233 ألف سبورة بيضاء، و146 ألف و500 مكتبا و146 ألف و500 كرسيا. أما على مستوى الجامعة، فقد أعلن حصاد عن قرار الرفع من عدد الطلبة الجدد بالمعاهد والمدارس العليا ذات الاستقطاب المحدود بنسبة 20 في المائة، وفي نفس الوقت الرفع من عدد الطلبة المسجلين بالمسالك الممهننة بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح بنسبة 10 في المائة، وهو ما يعني دفع الطلاب نحو المعاهد التقنية والعلمية الملائمة لسوق الشغل، بالتوازي مع مهننة مؤسسات التعليم العالي. وفيما يخص التحضير للسنة الدراسية المقبل، تعهد حصاد بمواصلة تحسين النموذج البيداغوجي والرفع من مردودية منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وتعزيز وتطوير تدريس اللغة الأمازيغية وتوسيع التعليم الأولي بشكل تدريجي ومواصلة العمل على تقليص عدد التلاميذ في الأقسام والإجراء المبكر لمباريات التوظيف وإرساء مخطط مندمج ومتكامل للتكوين الأساس والتكوين المستمر بين المسار الجامعي والمسار المهني المتخصص لفائدة أطر مهن التربية والتكوين.