تتواصل المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوسطاء الدوليين الثلاثاء في القاهرة في غياب إسرائيل، على أمل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل رمضان، بينما يتواصل القصف والمعارك على الأرض من دون هوادة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب. وبينما تهدد الدولة العبرية منذ أسابيع بشن عملية برية في رفح (جنوب) التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع المحاصر، تتواصل المعارك العنيفة في وسط مدينة خان يونس الجنوبية وفي محيط مدينة حمد السكنية وفي تل الهوى والزيتون في الشمال، وفق ما أفاد شهود. وأعلن المكتب الحكومي التابع لحركة حماس أن الجيش الإسرائيلي استهدف ليلا "بعشرات الغارات منازل" في مناطق مختلفة من القطاع، ما "أسفر عن سقوط عشرات الشهداء، وتدمير أكثر من مئة منزل ومبنى في خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة". وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن وصول 97 شهيدا إلى المستشفيات خلال الليلة الماضية، "غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن" مضيفة أن "عشرات المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض". على المستوى الدبلوماسي، من المقرر أن تستمر المحادثات الجارية في القاهرة الثلاثاء، حسبما أفاد مسؤول مصري قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية في وقت متأخر الاثنين. وكان المسؤول أشار الى أن "هناك تقد ما مهما في المفاوضات" التي تدخل يومها الثالث من دون ممثلين عن الجانب الإسرائيلي. ووفقا لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، رفضت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفدا إلى القاهرة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل لم تحصل على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء المحتجزين لدى حماس. واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بهجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا ، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخطف أكثر من 250 شخصا أثناء الهجوم، وفق إسرائيل التي تقد ر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا. وتعهدت إسرائيل ب"القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت قصفا مدمرا على قطاع غزة أتبع بعمليات برية ما تسب ب بمقتل 30631 شخصا ، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. وقال عضو القيادة السياسية لحماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس من القاهرة الاثنين إن الحركة "لا تعرف من هو حي ومن هو ميت" من الرهائن الموجودين في قطاع غزة. واتهم نعيم الثلاثاء نتانياهو ب"خلق أسباب لتعطيل مفاوضات القاهرة وإفشالها لأغراض شخصية". وأكد أن "الإدارة الأميركية تملك القرار لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والكرة في ملعبها إن أرادت وقف الحرب وإيقاف تداعياتها في المنطقة قبل حلول شهر رمضان" الذي يفترض أن يبدأ في 10 أو 11 مارس.