تفاجأ العديد من المواطنين في الآونة الأخيرة من عدم تواجد منتج الحليب عند أصحاب البقالة، الذين يرجعون السبب، لنقص الشركات الخاصة بتوزيع الحليب الكمية التي يتم إمدادهم بها، مؤكدين أن المغرب سيعاني في الأيام المقبلة من ندرة الحليب. وحسب مصادر "رسالة 24" فإن بعض منتجي الألبان، اعتزلوا هذا الميدان لأنهم لم يستطيعوا مواكبة الوتيرة المستمرة التي ترتفع بها الأسعار في سوق الحليب. وتواصلت "رسالة 24" مع أحمد بوكريزية، رئيس فيدرالية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية، لمعرفة سبب نقصان الحليب بمحلات البقالة. وفي هذا الإطار،حذر بوكريزة من الأزمة التي سيعيشها المغرب بسبب الخصاص الذي يعرفه منتوج الحليب في الآونة الأخيرة. ويرجع المتحدث، في تصريح ل"رسالة24″ سبب هذا الخصاص، إلى أن التعاونيات تعاني في صمت منذ سنة 2015، حيث كانت تنتج كميات كبيرة من الحليب، غير أن الشركات المعنية كانت تفرض نسبة محددة من الحليب على التعاونيات في حين كانت هذه الأخيرة تعرف فائضا في إنتاج الحليب والذي لم يتم استغلاله من طرف الشركات المعنية التي كانت تستورد الحليب المجفف من الخارج عوض تصنيعه بالمغرب. وتابع المتحدث، في السابق كان ينتج الفلاح أزيد من طن من الحليب في اليوم الواحد، غير أن هذه الكمية تقلصت في الوقت الراهن وأصبح بعض الفلاحة يتوفرون على 300 و400 لتر فقط، وأردف بوكريزية أن بعض الفلاحة غادروا هذا الميدان بسبب الإكراهات التي تواجههم. وأكد في ذات السياق أن المغرب فقد نصف ثروته الحيوانية حاليا، ولهذا طالبت فيدرالية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية منذ سنة 2016، بحماية منتوج الفلاح المغربي وحماية الثروة الحيوانية المغربية، غير أن طلبنا قوبل مرات عديدة بالإستخفاف، ولم تقم الوزارة المعنية بأي تفاعل مع طلبنا هذا والتزمت الصمت طيلة هذه السنوات، مما أدى إلى فقدان المغرب لثروته الحيوانية المهمة، وبالتالي، أصبح المغرب يعيش أزمة حادة في منتوج الحليب. ولتدبير هذه الأزمة، يرى أحمد بوكريزية، أنه يجب على الشركات أن ترفع من مستحقات الفلاحة، لأنهم تضرروا أيضا من الأزمة الإقتصادية التي يعرفها المغرب، مشيرا غلى أن الشركات الخاصة بتصنيع الحليب فرضت زيادات على المواطنين لكنها لم ترفع من مستحقات الفلاح المغربي. وينتقد المتحدث ذاته، تماطل الحكومة في تدبير المشاكل التي يتخبط بها هؤلاء الفلاحة، ولهذا يعزم بعض الفلاحة على مغادرة هذا الميدان مما سيسبب لا محالة أزمة كبيرة في إنتاج الحليب مستقبلا. يذكر أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أكد أن نقص مادة الحليب في السوق، مرده إلى عوامل موسمية. ذكر بايتاس خلال الندوة الصحافية التي تلت المجلس الحكومي اليوم الخميس، أن الوزارة المعنية وخلال الايام و الأسابيع المقبلة ستطلق برنامجا لدعم سلسلة الحليب للتحكم في الانتاج. وتشهد عدة مدن في الآونة الأخيرة ، نقصا في مادة الحليب ومشتقاتها، حيث لم يعد بالإمكان الحصول على كامل حاجيات السوق بسبب ضعف في العرض. وانعكس الامر على أسعار مشتقات الحليب من ياغورت وعصائر وجبن، والتي عرفت ارتفاعا مهما في الأسعار.