شرع الجيش الاسباني يوم أمس الأربعاء، 20 أكتوبر الحالي، في نقل رفات أزيد من 50 جثة، توجد مدفونة في مقابر بجزيرتي النكور وبادس، التابعتين لاسبانيا قرب سواحل إقليمالحسيمة، واللتان يطالب بهما المغرب كونهما يقعان ضمن المياه الإقليمية الوطنية. وكان مصدر عسكري إسباني مسؤول، قد كشف مؤخرا، أن سبب قرار نقل رفات الموتى المتواجدة في مقابر صخرتي الحسيمة وبادس، راجع بالأساس إلى تدهور حالتها. وأوضح المصدر ذاته، أن قرار استخراج الجثث ونقلها، هدفه الأساسي الحفاظ عليها في أفضل الظروف الممكنة، بعد تدهور المقابر التي توجد بها على الصخرتين المحتلتين، بسبب تعرضها للظروف البيئية والمناخية القاسية على مر السنين، فضلا عن وقوع انهيارات بها بسبب النشاط الزلزالي الذي تعرفه المنطقة. وتضم صخرتي النكور وبادس المحتلتين، 54 قبرا تعود لأسبان من بينهم أطفال، دفنوا فيها قبل 280 سنة، حيث أعلن الجيش الاسباني أنه سيتم نقل رفات الموتى إلى مقبرة "بوريسيما كونسبسيون" في مدينة مليلية المحتلة، وذلك ما لم يختار أقاربهم إعادة دفنهم في مقابر أخرى . وحطت مروحيات تابعة للجيش الإسباني بالجزيرتين، حيث تقرر بمساعدة شركة متخصصة في الجنائز، استخراج الجثث التي يعود تاريخ دفنها إلى نحو قرن ونصف من الزمن، وتحويلها للدفن في مقبرة مليلية المحتلة. وتقررت إزالة مقبرتين من جزيرة "باديس" المعروفة ب"القميرة" (Vélez de la Gomera) ومن "صخرة الحسيمة" قبل انتهاء العام الجاري، وهي العملية التي ستكلف 200 ألف أورو وفق مصادر إعلامية إسبانية. وكان قرار استخراج الجثث من الصخرتين المحتلتين الذي وقعه شهر يوليوز الماضي، الجنرال الإسباني Francisco Javier Varela Salas ، قد أثار جدلا واسعا بين أوساط الجارة الشمالية، حيث تشي هذه العملية بقرب إنتهاء احتلال إسبانيا لهما، لكون عملية استخراج الجثث الحالية والتخلص من المقابر تشبه تلك التي حدثت سنة 1975، حينما استخرجت إسبانيا جثث المدفونين في الصحراء المغربية قبل استرجاعها من طرف المملكة عبر المسيرة الخضراء المظفرة. وكانت إسبانيا قد استخرجت من الصحراء المغربية 1800 جثة تعود لمواطنين إسبان قضوا أثناء احتلالها، حيث جرى نقل رفاتهم لإعادة الدفن من جديد في جزر "الكناري" وهو ما كان إيذانا بتمكين المغرب من صحرائه. جدير ذكره، أن الصخرتين اللتين يطالب بهما المغرب، معمرتان حاليا بفرق عسكرية تتكون من 25 فردا، يتم تموينهم من قبل الجيش الإسباني بواسطة مروحيات انطلاق من ثغر مليلية المحتل، وهو ما يجعل من الجزيرتين عبئا كبيرا على إسبانيا، بسبب الحصار المفروض عليهما بالمياه الإقليمية المغربية، مما يصعب من عملية الوصول اليهما .