أعدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، دليلا مهنيا للصحافيين والمؤسسات الإعلامية، في مواكبة جائحة فيروس “كورونا” (كوفيد 19)، يتضمن مبادئ أخلاقيات المهنة الواجب اعتمادُها أثناء التعاطي المِهني مع هذا الوباء، ومختلف الاحتياطات التي تهم سلامة الصحفيين الذين سينزلون للميادين ويلجون الاستديوهات والبلاطوهات للمساهمة في توعية الرأي العام بمخاطر هذا الفيروس. الدليلَ المهني، الذي أعدته لجنة من المُختصين اشتغلت تحت رئاسة رئيس المجلس الوطني الفدرالي للنقابة، الزميل عبد الكبير اخشيشن، اعتمادا على مراجع دولية، وعلى تقارير صادرة من المنظمات الدولية خصوصا الاتحاد الدولي للصحفيين، ومن طرف شخصيات مرموقة في مجال حماية وسلامة الصحفيين، يوفر كافة المعطيات حول التعاطي المهني مع هذه الجائحة. من أجل تغطية مسؤولة وقال معدو الدليل إنه “اعتبارا للطابع الاستثنائي لهذا الوباء، سواء من حيث الخصوصية الوبائية، وكذا للطابع الاستثنائي الذي فرضه على تعامل البشرية معه، يجد الصحفيون أنفسهم في تحدي اختبار مخزون المهنية والتجربة، لكن في عمق الرسالة الإعلامية هناك مصابيح كثيرة لكي يقوم الصحفيون بمعاجلة إعلامية مسؤولة.” وأورد الدليل نتائج بحوث حول كيفية تغطية فيروس “كورونا” قام بها كبار الأساتذة في المجال الصحفي، ضمنها بحث ل”كارين وال جورجنسن”، أستاذة الصحافة في جامعة كارديف، والذي أظهر أنه من أصل 100 مقالة صحفية عبر العالم، تم استخدام مصطلح “فيروس قاتل” من قبل 50 مقالة. ولتجنب انتشار الذعر مع الاستمرار في توفير تغطية شاملة ومتوازنة للوباء، دعا الدليل نقلا عن الباحثة المذكورة إلى “استخدام عدد أقل من أحكام القيمة في التقارير، وكذا استخدم الصور بعناية لتجنب نشر رسالة غير مناسبة، مع شرح الإجراءات الوقائية ، وتجنب العناوين المثيرة. في مصادر الخبر المرتبطة بهذا الوباء الدليل ذاته، حث الصحافيين على الإطلاع بشكل مستمر على مواقع منظمة الصحة العالمية، منبها إياهم إلى أن هذا الوباء له “صبغة علمية صرفة، وأن المصدر الوحيد في وضعية الوباء هو وزارة الصحة، وأن المعالجة الإعلامية التي ستحيط بالجوانب التوعوية والاجتماعية والاقتصادية، يكون هدفها الإخبار بدقة وحياد.” وأورد الدليل أن “الظرف الاستثنائي يتطلب يقظة استثنائية”، مشدد على أن المعالجة الإخبارية لهذا الوباء تتطلب “اختيار الخبراء بعناية”، و”الحذر عند الاستشهاد بنتائج “منشورات سابقة” أو مقالات أكاديمية غير منشورة.” نصيحة من صحفيين آخرين وأورد الدليل عددا من النصائح الصادرة عن مجموعة من الصحفيين ومؤسسات التدريب، بخصوص الطريقة الأكثر ملاءمة لتغطية فيروس “كورونا”، والتي من بينها “التركيز على التقارير وليس التحليل”، مع “التحذير من خطورة الأرقام المضللة”. كما دعا الدليل الصحفيين الذين يشتغلون على موضوع “كورونا” بالاستماع “إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المختلفين وتجنب اللغة العنصرية.” في حال التقائك بضحايا وفيما يتعلق بإجراء المقابلات مع الضحايا والناجين، فقد نصح الدليل الصحفيين ب”احترام كرامة الضحايا”، وترك الضحية يحكي عن قصته، مع السماح له بأن يملي “متى وأين يمكن إجراء المقابلة والسماح له أيضا بحضور أشخاص خارجيين”. كما دعا أيضا إلى استحضار الصحفي لإنسانيته، ومصلحة الضحية قبل تقريره، منبها إياه إلى عدم طرح الأسئلة الصعبة؟ إرشادات للصحفيين العاملين في الميدان أما بالنسبة للصحافيين العاملين في الميدان، فأوصى الدليل ب”استخدم القفازات الواقية” في حالة العمل أو زيارة موقع مصاب، مثل مركز العلاج الطبي. وحذر الدليل الذي استند على توصيات منظمة الصحة العالمية، الصحافيين من “زيارة أماكن بيع اللحوم الطازجة أو الأسماك أو المزارع في المنطقة المصابة بالفيروس”، وكذا من “لمس الأسطح التي قد تكون ملوثة ببراز الحيوانات”. احترازات لابد منها وذكر الدليل ببعض الاحترازات التي يجب أن تبقى حاضرة “دون تهاون أو نسيان للحفاظ على سلامة الصحافيين”، والتي من بينها “تجنب الاحتكاك (التسليم بالأيدي والعناق) للزملاء الصحافيين الآخرين والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر بينك وبين الزملاء الآخرين خاصة في المؤتمرات الصحافية العاجلة”، فضلا عن “التوفر على حقيبة طبية تكون جاهزة مع تنفيذ أي مهمة ميدانية”، والالتزام بقواعد واصول تعقيم اليدين والوجه قبل وأثناء وبعد إنجاز المهمة الاعلامية و العودة للمكتب”، إلى جانب “تعقيم المعدات بالنسبة للزملاء في قطاع السمعي البصري بشكل منتظم ودوري”. كما نبه الدليل الصحافيين إلى ضرورة “توخي الحيطة والحذر في التعامل مع الأشخاص المصابين بالحمى والسعال خلال عملهم في الميدان وخاصة في المستشفيات والمراكز الحدودية والمطارات والموانئ واستعمال أدوات السلامة (القفازات والصابون والماء) وتفادي لمس الأسطح لتجنب العدوى”. وأوضح الدليل أنه في حالة إصابة أي زميل وجب اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في بلاغات وزارة الصحة وإخبار النقابة في حال الاشتباه بإصابة أي زميل أو زميله بأعراض صحية كالسعال ، وقرارهم دخول في الحجر الصحي المنزلي لأجل المتابعة وتقديم الدعم اللازم وتابع أنه “في حال تطور الوضع لإجراءات استثنائية، وجب التعامل وفق القانون الذي ستعلنه السلطات المختصة، وحينها وجب وضع صدريات واضحة للصحافيين الذين سيكونون في الميدان، والذين تستدعي الضرورة الوطنية والمهنية خروجهم للشارع.” السلامة الصحية في المؤسسات الإعلامية وفي هذا الصدد، اقترح الدليل، التزام المؤسسات الصحفية بتوفير مستلزمات التعقيم والنظافة في أماكن العمل وتوفير معدات السلامة بما في ذلك الكمامات الطبية مطهر اليدين لكل طواقمها في الميدان وفي مقراتها. كما اقترح “تنظيم العمل بما يسمح للصحافيين القيام بعملهم عن بعد، وتوفير شروط التنقل الصحية للزملاء الذين يكون حضورهم ضروريا لمقرات العمل.”، فضلا عن “إخضاع الضيوف الذين يحضرون لإجراء المقابلات التلفزيونيه والاذاعية للتعقيم قبل وبعد إنجاز المقابلات الصحافية معهم داخل الأستوديوهات، والتحري حول الحالة الصحية للضيوف وتجنب استدعاء من هو مريض والاعتماد على المداخلات الهاتفية أو باستعمال الإنترنت لتنفيذ البرامج التلفزية و الاذاعية”.