حجز أزيد من طن من الكوكايين فاقت قيمتها 200 مليار سنتيم رسالة 24- عبد الحق العضيمي في عملية نوعية هي الثالثة في ظرف سنتين، تمكنت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أمس السبت، “بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”، من ضبط “طن وأربع كيلوغرامات من الكوكايين” مهربة من أحد بلدان أميركا اللاتينية، وتوقيف “سبعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية عبر وطنية تنشط دوليا في مجال الاتجار بالمخدرات بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا”. وكشف العميد الإقليمي رضوان هلال، رئيس فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال لقاء مع الصحافة، اليوم الأحد، بمقر “البسيج” بسلا، عن القيمة المالية للشحنات المحجوزة من الكوكايين الخام ، والتي قدرها بأكثر من “200 مليار سنتيم”، مشيرا إلى نسبة التركيز في هذه الشحنات هي “عالية جدا”، حيث يمكن “أن تفرز كميات مضاعفة في حدود عشر مرات تقريبا بعد إخضاعها لعملية التقطيع ومزجها بالمواد الكيميائية والمؤثرات العقلية”. وعرض المكتب المركزي للأبحاث القضائية، “مبالغ مالية ناهزت قيمتها 15 مليون سنتيم، جرى حجزها بمنازل الموقوفين السبعة”، وفق ما ذكره هلال، الذي قال إن شحنة الكوكايين تم ضبطها بضواحي بئر الجديد حيث تم استقبالها على متن زوارق مطاطية بعرض شاطئ بونعايم وتم إخراجها إلى الساحل، إذ تم دسها داخل شاحنة مخصصة لنقل الخضراوات لتنطلق في اتجاه محطة البنزين المتواجدة في الطريق السيار بين الدارالبيضاء والجديدة، والتي كانت متوجه نحو مدينة طنجة ومنها نحو أوروبا”. مسؤولو المكتب المركزي عرضوا أمام وسائل الإعلام، كمية الكوكايين المضبوطة إلى جانب باقي المحجوزات، ومنها “شاحنة لنقل الخضروات التي كانت تحمل الكوكايين المحجوز، علاوة على زورقين مطاطين مزودين بمحركات نفاثة استعملا في نقل المخدرات بعرض البحر، إضافة إلى سيارتين رباعيتي الدفع، إحداهما موصولة بمقطورة، ودراجات نارية ذات العجلات الأربعة”. و من بين المحجوزات أيضا، قنينات غاز من الحجم الكبير، ودراجة مائية وجهازا لتحديد المواقع بالإحداثيات “جي بي إس”، وزورقيين مطاطين احتياطيين (فارغ من الهواء، وخرطوشات خاصة ببنادق الصيد. وفي ما يتعلق بالموقوفين، فأوضح العميد الإقليمي أنه “لحدود الساعة، تم إيقاف سبعة أشخاص جميعهم مغاربة، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و59 سنة، وهم من ذوي السوابق القضائية في مجال الاتجار الدولي في المخدرات ومنهم متوفرون على شهادات إقامة ببلدان أحنبية ، مضيفا أن البحث ما زال جاريا عن باقي المشتبه فيهم. وبخصوص الامتداد الدولي لهذه العصابة، لم يستعبد المسؤول الأمني، أن يكون “لدى العصابة امتدادات خارجية، بالنظر إلى أن الشحنات المضبوطة كانت قادمة من أمريكا اللاتينية في اتجاه أوربا عبر المغرب”، دون أن يكشف عن “أسماء الدول التي جاء منها هذه الشحنات”. ومن المعطيات المثيرة التي كشفها رجل “البسيج”، استعمال عناصر هذه الشبكة لهواتف مرتبطة ب”الجي بي إس”، حيث كانوا يستعينون بها للتواصل فيما بينهم وتحديد مواقع بعضهم البعض سواء في عرض البحر، أو في الساحل. وكان بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد أشار إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بينما يواصل المكتب المركزي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تحرياته في القضية، للكشف عن الامتدادات الإقليمية والدولية لهذه الشبكة الإجرامية، ورصد ارتباطاتها المحتملة سواء داخل المغرب أو خارجه مع المافيا الدولية والكارتيلات الإجرامية في دول أمريكا الجنوبية.