مرحلة النعاس والنوم العميق 6/3 نظرا لأن النعاس المبدئي يكون أكثر عمقا، فإننا ندخل مرحلة النعاس إلى النوم الخفيف وإذا فسرنا المسألة في أرقام جافة نقول أننا نكون ثلثي نائمين وثلثا واحدا متيقظين. فنحن الآن غير قادرين على توجيه تفكيرنا بشكل واع، ونشعر بآراء معينة بشكل غامض، كما نرى بعض الأحلام المشوشة. وأحيانا تبدو طاقات الأحلام في المرحلة النعاسية كما لو كانت حقيقية لدرجة أننا نخطئ تقييمها وكأنها حقائق فعلية. وهذا يؤدي إلى الهلوسة. فيكون الشخص متأكدا أنه يرى أشياء غير موجودة في عالم الواقع. مثال ذلك أن سائق السيارة إذا كان ناعسا ينتفض فجأة ويحاول أن يلف بها متفاديا عقبة كأنما يراها أمامه.. لكنها في الواقع ليست موجودة.. وقد تكون بعض الأحلام وأشباح الماضي (والحاضر أيضا) راجعة إلى هلوسة مرحلة النعاس. وفي مرحلة الأحلام هذه يكون الشخص – في طريقه إلى النوم – على إحساس غامض بأنه يحلم. وتعتقد بعض الجهات أن أكثر الأحلام التي تعلق بذاكرتنا تحدث خلال مرحلة النعاس هذه. وقد تمثل هذه الأحلام طاقة عبقرية خلاقة عند الإنسان. ويقول الموسيقار الإيطالي (جويسيب تارتيني 08 أبريل 1692 / 26 فبراير 1770 Guiseppe Tartini)الذي عاش في القرن الثامن عشر الميلادي، أن سوناتا الكمان التي أسماها "رجفة العفريت" قد بناها على ترانيم سمعها في أحد الأحلام. إن مرحلة النعاس لا تستغرق، مع معظم الناس غير دقائق قليلة قبل الغوص في درجة أعمق من النوم والتي نكون خلالها نائمين "ككتلة الخشب". على أننا في هذه المرحلة – نكون غير واعين بالأحلام حتى ولو حلمنا بها. أمكن قياس درجة عمق النوم، التالي لمرحلة النعاس وذلك بكمية الضوضاء اللازمة لإيقاظ النائم. واتضح أننا بحاجة إلى أعلى ضجة ممكنة لإيقاظ أولئك الذين لم يتجاوزوا الساعة نياما. ونحتاج كذلك لضجة كبرى لإيقاظ شخص بعد نصف ساعة فقط من نومه. هذا يفسر أننا نغط في النوم العميق بسرعة متى تجاوزنا مرحلة النعاس. وبعد ساعتين من هذا النوم العميق، تكفينا ضجة بسيطة لإيقاظنا. وحتى في النوم العميق تصدر عن الجسم حركات عشوائية. ورغم أن الكثيرين يتصورون أنهم لا يتحركون أثناء النوم فقد أثبتت التجارب أن جميع النائمين يغيرون أوضاعهم عدة مرات أثناء الليل. وقد يكون التحرك شاملا، كالتقلب من جنب إلى آخر بدون يقظة، وقد يكون مجرد تحرك ذراع أو ساق. والمفروض أن كل هذه الحركات تتم استجابة لراحة الجسم. وخلال النصف الأخير من فترة النوم تكون إِشارات المعدة المعبرة عن آلام الجوع مصاحبة لحركة الجسم. ولقد أمكن تسجيل هذه الحركات بواسطة جهاز بسيط يوصل بأعلى الفراش. وتتحرك إبرة الأسطوانة لترسم خطا على شريط ورقي متحرك، ويكون الخط مستقيما مادام النائم ساكنا، ويتذبذب عندما يتحرك وكلما ازدادت الحركة نشاطا كلما تكررت الذبذبات. وهكذا ثبت حدوث تغييرات بسيطة في وضع الجسم خلال الساعة أو الساعتين الأوليتين من النوم العميق. وبعد هذه الفترة يرتفع عدد التحركات كل ساعة بمعدل ثابت ويسمى "جهاز حركات النوم التصاعدية". ويبدو أن هناك اختلافات موسمية في عمق النوم كما يتضح من تحركات الجسم أثناء النوم، ولقد اتضح أن أقل عدد من الحركات يحدث في فصل الربيع بينما يكون أكثرها في فصل الخريف هذا، ولم يعرف للآن سبب هذه الاختلافات الموسمية. كذلك لوحظت حركات تشنجية معينة للعينين أثناء النوم، وأمكن تسجيلها طوال الليل، وتحدث هذه الحركات في بداية الأمر بعد بداية النوم بحوالي ساعتين ثم تتكرر على فترات تتزايد أو تتناقص حسب الظروف.. وتكون في أحيان كثيرة مصحوبة بالأحلام. وتبلغ نسبة الذين ينامون ساكنين بمعدل نائم واحد من كل ثمانية يغطون أثناء نومهم. وينتج الشخير عن توتر الأنسجة الرقيقة بالفم والتجويفات الأنفية (خصوصا أنسجة أعلى باطن الفم) وعموما فالشخص يغط أثناء النوم عندما يكون فمه مفتوحا وراقدا على ظهره لكنه لا يكون دائما على هذه الحال. كذلك تؤدي استجابة الجسم لبعض العقاقير إلى ظهور الشخير بصورة موسمية. أما العقاقير ذات الرائحة النفاذة، فتؤدي إلى ظهور تورمات في باطن الأنف والحلق. يتبع...... والله الموفق 01/05/2009 محمد الشودري