في وقت لا صوت فيه يعلو على صوت الإصلاح و المخططات الاستعجالية وشعارات "مدرسة النجاح" الرنانة في مجال التربية و التعليم و التي لطالما تغنى بجمالها وتغزل في نتائجها المسؤولون على القطاع، هذا طبعا دونما حاجة للحديث عن ما أنفقوه من أموال طائلة في سبيل ذلك، وحتى يتمتع أبناء الشعب بتعليم يستجيب لمتطلبات العصر ويحققوا نتائج مرضية يتباهى بها مدراء الأكاديميات مع مطلع كل سنة دراسية، وهم يطلون بطلتهم البهية عبر قناتي الأولى و الثانية. لا زالت الكارثية هي السمة الأساسية لعدد من المؤسسات التعليمية التي كتب لها أن تظل متوارية عن الأنظار وتموت في صمت بمن فيها بسبب التهميش و الإهمال، الذي طالها. و النموذج الحي و الصارخ هو المتمثل في مدرسة واد المخزن حيث روائح النفايات و الأزبال المزكمة للأنوف المسممة للأبدان، المتراكمة أمام أسوارها، هذه هي الصورة وهذا هو واقع الحال الذي لا يرتفع، والأدهى والأمر الهشاشة المزمنة التي تعانيها البنيات التحتية على مستوى القاعات و الفصول الدراسية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على أرواح التلاميذ والأساتذة نتيجة الشقوق و التصدعات وأيضا انعدام مرافق صحية ملائمة هذا إن وجدت أصلا للتلاميذ والأساتذة على حد سواء، وما خفي كان أعظم. هؤلاء الذين ضاقوا ذرعا من هذه الحالة المزرية التي يكابدونها صباح مساء بمرارة لا يفارقها أمل بأن تبزغ شمس يوم جديد وتنال فيه المدرسة حظها و حقها في العناية والاهتمام وحتى لا يضطروا للإيثار على أنفسهم وينفقون على إصلاح ما يمكن إصلاحه بين الفينة والأخرى وهم أصلا بهم خصاصا. المدرسة تضم 416 تلميذا و 13 أستاذا وأستاذة إلى جانب إطار إداري واحد موزعين على 13 قسما و10حجرات جلها آيلة للسقوط في لحظة أو في أخرى، هؤلاء الذين لا مطلب لهم سوى الإصلاح وإخراج المدرسة من هذه الوضعية، ويؤكدون على اللامبالاة التي كانت تعامل بها المدرسة في ظل عهد النائب الإقليمي السابق الذي تمت مراسلته غير ما مرة لإطلاعه على أوضاع المدرسة والذي زار المؤسسة خلال سنة 2010 وقدم وعودا بإصلاح المدرسة، بيد أن دار لقمان بقيت على حالها، إلى أن جاء النائب الإقليمي الجديد الذي قام بدوره بزيارة المدرسة خلال السنة الماضية، وقدم نفس الوعود المتمثلة في الإصلاح مؤكدين على أن أملهم لازال كبيرا في أن تفي النيابة بوعودها وتخرج المدرسة بمن فيها من هذه الأزمة التي طال أمدها. فإلى متى ستظل مدرسة واد المخازن تعاني؟ ومن ذا الذي بيده أن يعيد رسم بسمة الأمل على شفاه تلاميذها الشاحبة وجوههم خوفا قبل فوات الأوان؟.