بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين ألف تحية و كل الاحترام لأخ كريم ولأخت عفيفة لي في الإسلام مع رجائي أن تصلكما هذه الحروف المتواضعة وأنتما في أحسن حال . و بعد : ربما عند انتهائك من قراءة هذه الرسالة ، ستتكون لديك فكرة عن ما يستحقه الله عز وجل من الطاعة المُوجَبة له و بطواعية منك . أو ستتنصل من الفهم و ستترك حياتك كما لو أنك لم ولن تعرف ولا تريد أن تعرف . قال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم (لا خير في قوم لا يتناصحون و لا خير في قوم لا يقبلون النصيحة ) أخي الحبيب ، إنك اليوم تتمتع بصحة جيدة وقوة عضلية ممتازة أو أقل بقليل أو أكثر ،وبما أنّ فصل الربيع قد حان وبعده سيأتي فصل الصيف ، و فيهما يتبجح الشباب بأجسامهم ، و يبدأ كل واحد يبين قوة عضلاته و يتباهى بها و كأنه هو صانع ذلك الجسم القوي ، مع العلم أنّ جسدك هبة من الله لك ، فلا يغرنك هذا ، ولا تترك الشيطان يلعب بعقلك ، وتيقن أنّ القوة من الله سبحانه المعطي ، وإذا ما أراد أن يسلبك هذه الصحة والقوة ، فلا يعجزه أحد ، إنما يقول كن فيكون ، لذا أحببت أن أنصح نفسي أولا ثم أنصحك بأن تشكر الله عز وجل على هذه النعمة وعلى كل النعم . هو الله الذي يستحق الشكر أكثر بكثير من كل مخلوق ، وإنني متيقن أنك ذو ذوق رفيع ، فإنك و بدون أدنى شك تشكر كل إنسان قدّم لك معروفا ، فكيف لا تشكر من أعطاك من النعم التي لا تحصى ، الله عز وجل ؟ أختي الحبيبة ، إنك جميلة وربما فاتنة وجسدك روعة يعشقك كل من رآك ، ولكن هل فكرت يوما بأن هذا الجمال لم يكن لك في تَمَلُكه ولو ذرة من الاختيار ، فقد وهبه الله لك و اختاره لك وجعلك مميزة من بين آلاف البنات ، و كما سلف الذكر ففصل الربيع قد حل بنا و الصيف آت ، و الملابس الشفافة بدأت تعرض في محلات الموضة ، لذا لا تغترين بجمال لم يكن لك فيه لا قوة ولا حول ، بل هو هدية من الله لك ، وهو قادر على سلبه منك قبل أن يرتد إليك طرفك أو أقل ، فإنما يقول لشيء كن فيكون ، وبما أنك فطنة وتعلمين هذا جيدا فلما العناد ؟ ربك أمرك بالحجاب ، فلما العصيان إذن ؟ أليس من حق من أعطاك أن ينزع منك ما أعطى ؟ فاللباس الشفاف واللباس المحدد للجسد كله منهي عنه في ديننا الحنيف . أخي الحبيب أختي الحبيبة ، كما سلف فإن من الواجب الشكر لمن أدّى لك معروفا أو أعطاك هدية ، لذا وجب علينا الشكر لله . لكن منّا الكثير وللأسف لا يعرف كيف يشكر الله ، لذا أحببت أن أوضح هذا المعنى في سطور قليلة حتى لا يقع الملل . الشكر أنواع : منه بالقلب ومنه باللسان و منه بالجوارح . لكننا بصدد شكر الجوارح لأنه من أفضل الشكر . قال تعالى (اعملوا آل داود شكرا) وشكر الجوارح من أجل و أفضل أنواع الشكر. فشكر نعمة البصر أن نستعملها في طاعة الله ولا نعصي ربنا بها. وشكر نعمة المال أن ننفقه في سبل الخير. ونعرف حق الفقير والمسكين فيه. وشكر نعمة القوة أن نستعملها في الخير ولا نعتدي بها على الآخرين و أن ننتصر للمستضعفين وان نجاهد في سبيل الله. وشكر نعمة الولد أن نحسن تربيتهم ونجعلهم لبنات صالحات في المجتمع، والشكر على حسن الوجه و الخلقة ، بأن نطيع أوامر ربنا ولا نستعمل أجسادنا إلاّ في ما يرضي الله . ولا نجعلها بضاعة رخيصة يتلذذ بها إخوان الشياطين بأعينهم أو أيديهم . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرى وجهه بالمرءاة يقول ( اللهم حسن خُلُقي كما حسنت خَلقي ) فكما حسن الله خَلقك وجب عليك تحسين خُلقك .. نعم،إن نبينا كان سيد الشاكرين كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه وهو من غُفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه ويجيب ( أفلا أكون عبدا شكورا) وعلّم أصحابه كيف يشكرون. قال لمعاذ بن الجبل « والله يا معاذ إني احبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» والصحابة الكرام كانوا من الشاكرين. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من امتطى الشكر بلغ به المزيد. ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : تذكروا النعم فان ذكرها شكر قال الشاعر :. إذا كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيل النعم وداوم عليها بشكر الإله فان الإله سريع النقم وليتذكر الإنسان قول الله عز وجل: «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والإبصار والأفئدة لعلكم تشكرون». صدق الله العظيم .