وجهة نظر....المغرب التطواني: "طموح وتألق، ولكن!! ..." كل من تابع المقابلات الأخيرة لفريق المغرب التطواني بانتصارته الثلاثة على: حسنية أكادير وشباب المحمدية والفتح الرباطي، وبهزيمته أمام: الرجاء البيضاوي، سيلاحظ أن الفريق يمكنه أن يلعب هذه السنة أدوارا متقدمة في البطولة. فقد استطاع المدرب الشاب محمد العلوي الإسماعيلي أن يوقف الفريق على رجليه بعد الاضطرابات التي عانى منها الفريق وتشكيلته في السنة الماضية بسبب سوء التسيير، وقلة الموارد المالية، وفوضى المدربين، ونظرا للنزاعات العميقة التي خاضها الغازي ضد الجامعة والفيفا بخصوص تأهيل اللاعبين. أما اليوم فقد تيسرت للفريق إرادة قوية للتغيير رافقها الحصول على دعم مالي قوي مكّن من معالجة مشاكل التأهيل (باستثناء حالات: ياجور، الحافظي، وفرح)، كما اجتمع للفريق ثلة من المسيرين يقدمون – لحد الآن- خدمات جيدة تدفع نحو تصفية الأجواء، وتصحيح الأخطاء، ووضع المغرب التطواني على سكة جديدة وسليمة على مستوى التسيير والتنظيم العام (رغم الملاحظات الكثيرة التي ما تزال تسجل عليهم في جوانب متعددة "وفوق طاقتك لا تلام"). لا يعني هذا أن العمل التصحيحي قد اكتمل، ولكنه خطوة على الطريق تدفع ضرورة إلى اختيار رئيس متفق عليه، ووضع جملة من القوانين الداخلية، والضوابط الإدارية، والبحث عن موارد مالية قارة تحمي الفريق من العواصف والتقلبات، وترسم له مستقبلا مشرقا وقارا ينتقل به دوما نحو الأمام. لن نناقش اليوم في التفاصيل التنظيمية المتعلقة بمستقبل الفريق، ولكن يهمنا أن نناقش الطاقم التقني وخصوصا المدرب "محمد العلوي الإسماعيلي" في جملة من النواحي المتعلقة بعمله، بغية تطوير مجهود العمل التقني وتعميقه، رغم اعترافنا السابق له بأنه يملك من المؤهلات والقدرات التقنية الشيء الكثير: أول الملاحظات: تتعلق بالاختيارات وبضم اللاعبين، فقد حرص المدرب (مع اللجنة المؤقتة بالطبع) على تسريح عدة لاعبين، وعلى جلب 19 من اللاعبين الجدد…والملاحظ أن جملة من الملتحقين بالفريق سواء من أبناء تطوان أو من هم مستوردون من فرق أخرى لم يظهروا لحد الآن مستوى يشفع لهم بأن نضحي ببعض المسرّحين من أجلهم، ففرق كبير مثلا بين اللاعب عادل الحسناوي المنفصل وبين اللاعب مامادو سيك الأجنبي (الذي قدم للرجاء هديتين كبيرتين في المقابلة الأخيرة تعكسان محدودية هذا اللاعب وضعفه الواضح مع أننا تعاقدنا معه وخصصنا له من ميزانية الفريق مبلغا لا يستحقه). كما أن تسريح أنس المرابط صاحب التجربة الطويلة وضم اللاعب الجزائري محمد أمين أزماني لا معنى له إذا كان الهدف منه وضع هذا الأخير في دكة الاحتياط. ومن الأمور المثيرة بهذا الخصوص أيضا السماح بذهاب اللاعب محمد كمال واللاعب أنور أوسرحان والتوقيع مع ياسين لامين (المعار من الفتح) أو مع أيوب الودراسي، والحال أن هذين اللاعبين لا يفوقان اللاعبين كمال وأوسرحان لا في التقنية ولا في تسجيل الأهداف، فجميعهم على درجة واحدة، وإن كان كمال يفضل الجميع لكونه يسجل أهدافا كثيرة في الشطر الأول من البطولة ثم ينخفض عطاؤها في الشطر الثاني كما هو معروف… ثانيا: سُجل على السيد العلوي الإسماعيلي أيضا أنه يتشبث بنوعية من اللاعبين وينبهر بهم لمجرد تسجيلهم لهدف أو هدفين أو لتحمس بعض الجماهير التطوانية لهم كما هو الحال مع بادجي ومع الودراسي ومع لامين ثم مع الميكري والفردوسي ومامادو…وفي نفس الوقت تراه يُحبط لاعبين لهم من الإمكانات ما يشهد لهم به عطاؤهم المنتظم وحتى الدقائق القليلة التي يتفضل بها عليهم السيد المدرب مثل الرضواني (الذي قدم مباريات رائعة في البداية رغم إصابته مؤخرا)، والغطاس، ولكحل، وكروش، وشبوذ، والمرابط، مع غياب أو تغييب مستمر لكرمون وبنخجو ومعاذ (المعطوبون على ما وصلنا). ثالثا: مما يلاحظ على السيد المدرب كذلك تأخره في إجراء التغييرات خلال المقابلات، فالجميع يعلم بأن خطة اللعب تفرض نوعية معينة في اختيار المشاركين في اللعب، ولكن السيد العلوي لم يلتزم في مقابلة الرجاء مثلا بهذه القناعة؛ إذ إنه يفترض قيامه بوضع تشكيلة أولى تضم عددا من اللاعبين قادرين على تحمل العبء الهجومي للرجاء، مع إضافة نوعية أخرى تحسن العمليات الهجومية المضادة… ولكن المقابلة تحولت في شوطها الثاني إلى هزيمة بإصابة النفاثي (المشكوك في خطئها أصلا)، فكان مطلوبا أن يقوم المدرب بسرعة بتغيير نهج اللعب –وهو ما تم-، ولكن ذلك استلزم لتحقيق المطلوب إدخال عناصر هجومية تسمح باختراق هجوم الخصم، وهو ما تأخر فيه العلوي إلى الربع ساعة الأخير، مع أن إصابة الرجاء سجلت في الدقيقة 3 من بداية الشوط الثاني. وقد لاحظ الجميع أن الفريق تمكن في الربع ساعة الأخير من اللقاء من السيطرة على المقابلة، ولو كان هناك مزيد من الوقت (الذي ضيعه المدرب بعد تسجيل الهدف) لكان هناك إمكانية لتعديل النتيجة بدليل التجاء الرجاء إلى إضاعة الوقت والتخلص من الكرة عشوائيا في المراحل الأخيرة من المقابلة. رابعا: المتتبع للتصريحات الصحفية للمدرب العلوي التي يقدمها بعد نهاية المقابلات سيلاحظ عليه أنه بالإضافة إلى كونه يسرع في الكلام إلى درجة الإغلاق، فهو يظهر دائما رضاه على الحكّام (الذين ظلموا الفريق كثيرا في بداية هذه البطولة، ومن هذا الظلم تسرع الحكم برقية لإعلان ضربة جزاء ضد المغرب التطواني، ثم التراجع والقيام بطرد الموذن مع أن اللعبة لا تستحق ذلك)، كما يترضى على اللاعبين لكونهم استطاعوا أن ينزّلوا خطته وأحسنوا تطبيقها على أرض الملعب. ولكن المثير في كلامه خصوصا بعد مقابلة الفتح والرجاء هو أنه يعلن أن فريقه لم يملك في الشوط الثاني لمقابلة الفتح وشوطي مقابلة الرجاء إلا أن يلعب بنسق دفاعي، لأن الفريقين قويان ولا نستطيع مجاراتهما ولا المجازفة بمهاجمتهما على كل حال…ويظهر لي أن السيد العلوي الإسماعيلي بنهجه لهذا النسق في اللعب يعلن عن محدودية وجُبْن تكتيكيين، لأنه أعطي للفريقين (الفتح والرجاء) الفرصة الكاملة للاستفراد بفريقه، والنزول بكل الثقل عليه، واكتفاؤه بالهجمات المضادة، التي يقودها لاعبون مثل: بادجي ولامين والودراسي وخصوصا ميكري لم يعط ثماره ولم يستفد منه الفريق إلا الهزيمة مع الرجاء ثم قبل ذلك الانهزام مع الفتح في شوط المقابلة الثاني بتطوان…بل لقد أظهر هذا النسق من اللعب الفريق التطواني بمظهر ضعيف مرتبك شجع الرجاويين على التلاعب بدفاعاته والاستهتار بلاعبيه والرقص بالكرة أمام أعينهم. نقول للسيد العلوي الإسماعيلي إن الفريق إذا أعيد النظر في ترتيب الاختيارات داخله، وإذا أعيد النظر في خطته ونهج لعبه التكتيكي بما هو متوفر له الآن من الإمكانات والموارد البشرية قادر على أن يلعب أدوارا طلائعية في البطولة والكأس، واذا اكتفينا بالمسكنة ومحاولة البحث على الاحتفاظ بالفريق في قسم الصفوة فقط، ومحاولة مقارنة واقعه الحالي بما وقع في السنوات الفائتة، لن يحرز الدرجة التي يستحقها، ولن يشبع رغبة التطوانيين في التألق… فالفريق قادر على اقتناص الفرصة، ولا يحتاج الأمر –كما يزعم- إلى سنوات لبناء فريق جديد فالرجاء والوداد والجيش وبركان والفتح وغيرها من الفرق القوية غيرت بنسبة عالية في لاعبيها هذه السنة، ومع ذلك تراها تسابق غيرها من الفرق من أجل تحقيق الألقاب وحصد أحسن النتائج…فلنسر بشجاعة وقوة ورغبة للوصول إلى أعلى الدرجات الممكنة…