بعد نصب أجهزة بث بحي شعبي في طنجة.. أعراض صحية تطال بعض السكان كيف تسنى لثلاث شركات تعمل في مجال الاتصالات نصب أجهزة بث خطيرة على الصحة العامة وسط حي مكتظ بالسكان؟! وكيف سمحت السلطات المعنية في طنجة بذلك؟! ولماذا تغاضى، وما يزال، المسؤولون في الولاية عن هكذا خرق فاضح وسافر من شركة لاتصالات المغرب وأخرى ل "وانا" وثالثة ل "ميديتل"؟! مثل هذه الأسئلة الاستنكارية وغيرها ما فتئ سكان "الحي الجزائري" بمنطقة "جامع المقراع" يطرحونها في كل مرة وعند كل مناسبة، غير أنهم في كل مرة وعند كل مناسبة أيضا يصدمهم واقع وجود مسؤولين لا يتقنون سوى دفن رؤوسهم جيدا تحت منضدات مكاتبهم ولتشرب ساكنة المدينة من البحر. الاختصاصيون والأطباء يؤكدون في أكثر من دراسة علمية وعبر أكثر من تقرير ما يفيد بكون مثل هذه الأجهزة المختصة في الإرسال تنبعث منها إشعاعات قوية تلحق أضرارا صحية خطيرة وتسبب في أمراض سرطانية في حالة تواجد الإنسان على مسافة قصيرة منها. وهكذا، وبينما بدأ سكان منطقة "جامع المقراع" يعانون من أعراض صحية عديدة ومقلقة لم يبادر بعد والي طنجة السيد محمد حصاد إلى فتح أي تحقيق في الموضوع ولم يكلف نفسه عناء استقبال مواطنين التمسوا مرارا وتكرارا من سعادته "إنصافهم وتطبيق النصوص القانونية القاضية بإزالة الضرر فورا وتطبيق العقوبات الزجرية على المتسببين فيه" مثلما جاء في نص واحدة من الشكايات التي تلقت "صحافة اليوم" نسخة منها. مندوبية الصحة في طنجة، ورغم توصلها بشكاية السكان، لم تحرك هي الأخرى أي طاقم طبي من طواقمها إلى عين المكان لتسجيل مدى خطورة الأضرار الناتجة عن هذه الأجهزة على الصحة العامة وكأن الأمر لا يعنيها ولا يدخل في مجال اختصاصها. وفي نفس السياق، ينتظر سكان "الحي الجزائري" تحرك جمعيات المجتمع المدني بطنجة للوقوف معهم في محنتهم ومؤازرتهم ولو معنويا، غير أنه ولحد الساعة ما زال السكان يعانون أعراضهم الصحية لوحدهم وما زالوا ينتظرون فرجا لا يبدو أنه سيأتي على يد مسؤولين باعوا ضمائرهم قبل أن يبيعوا أي شيء آخر.