يبدو أن الوعود التي قطعها على نفسه وزير الداخلية المغربي "عبد الوافي لفتيت"، للحد من ظاهرة "الحراكة الصغار"، لن تجد أبدا طريقها للتطبيق، لأن الوقائع على الأرض تفيد أن تدفقات أطفال الشوارع المغاربة نحو ميناء الجزيرة الخضراء لم تتوقف بعد بل تزداد استفحالا.
وفي هذا الصدد عاينت جريدة"بريس تطوان"، يوم الأحد 21 أكتوبر الجاري وصول ثلاثة حراكة قاصرين إلى باحة ميناء الجزيرة الخضراء، قادمين داخل هيكل حافلة للنقل الدولي تربط بين المغرب وفرنسا. وقد تمكن" الحراكة الصغار" من تسلق سور ميناء الجزيرة الخضراء، حيث توجهوا إلى مقهى شعبي معروف بتواجد أعداد غفيرة من المغاربة، طلبا للمساعدة. ومن خلال حوار مقتضب مع الحراكة الثلاث، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 سنة، أكدوا أنهم ينحدرون من مدينة طنجة وبالضبط من حي السواني، ويريدون الذهاب إلى برشلونة مشيا على الأقدام حتى، يفلتوا من عناصر المراقبة والشرطة الإسبانية. وتشير الإحصائيات الرسمية وجود عشرة آلاف طفل قاصر مغربي بأوروبا، وهو رقم غير دقيق لأن العديد من أطفال الشوارع المغاربة غير مسجلين في مراكز الإيواء ويتفادون التعامل مع الأجهزة الرسمية، أو الجمعيات مخافة إرجاعهم للمغرب. يذكر أن وزير الداخلية المغربي، تعهد خلال زيارته الأخيرة لإسبانيا رفقة كبار خدام وزارة الداخلية، بإيجاد حل عاجل لمشكلة الأطفال القاصرين الغير المرافقين ،الذين تطلق عليهم اسبانيا اسم MENA.