سعدون بطل من ذهب يبحث عن الفرصة للمجد "سعدون يتمكن من انتزاع لقب بطل العالم في وزن 57 كيلوغرام للمواي طاي بمدينة Jonkoping السدويدية بعد دحره للتركمانستانيRustan Bayramdurey في المباراة النهائية."
هكذا كانت عناوين بعض الصحف والجرائد المهتمة بالشأن الرياضي مقالاتها قبل عامين من يومنا هذا والتي تابعت ولسنوات عن كثب ميلاد مقاتل من أزقة حي جامع مزواق الشعبي بمدينة تطوان. سعدون آنذاك رغم الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة نصف النهاية تمكن من انتزاع الذهب ورفع الراية المغربية بالسويد بين أعرق المدارس العالمية في رياضة المواي طاي، لكن اليوم أدارت الجهات المسؤولة على الشأن الرياضي ظهرها لهذا البطل الذي حقق ما لم يحققه كثيرون في ربوع هذه المملكة وأعطى الشيء الكثير لرياضة الكيك والطاي بوكسينغ. ماذا يسعنا القول في البطل العالمي سعد سعدون مفخرة مدينة تطوان والمغرب بأكمله، سعدون معروف بإنجازاته خارج تطوان والمغرب ومجهول بمدينته وجهته، فرغم الإنجازات الرياضية الكبيرة التي قدمها لمدينته وبلده من خلال رفعه إسم المغرب ورايته عاليا في كل المحافل الوطنية والدولية التي شارك بها، يقابل بتحاهل ونسيان من طرف من يطمح الشباب في التألق عن طريق دعمهم سواء المادي والمعنوي.
"سعد سعدون" بعد سنوات من القتال واللعب من أجل التتويج شاءت الأقدار أن يتعرض لكسر على مستوى اليد تطلب إجراء عملية جراخية عاجلة من طرف اختصاصي، هنا اختفى الجميع من مسؤولين (العصبة والجامعة ورئيس النادي) وبقي سعدون يصارع من أجل إنقاذ يده مستقبله الرياضي، ليجد العون في أشخاص وقفوا إلى جانبه حتى استعاد عافيته وعاد للتداريب من جديد ولازالوا يتابعونه عن قرب مقدمين له الدعم ليواصل مسيرته الرياضية. من جهة أخرى سقط سعدون ضحية حسابات شخصية بين جهات كان من المفروض أن تجعل منه بطلا حقيقيا لا أن تتعمد إقباره وهي الاي كان في الأمس قريب مفخرة لها حيث جعلت منه قنبلة ترمى ذات اليمين وذات الشمال وهو بريء منها براءة الذئب من دم سيدنا يوسف. رغم كل هذا وذاك استطاع ابن حي جامع مزواق من المثابرة وعدم الاستسلام والرضوخ لرغبات الحاقدين، وعاد من بعيد وبمعنويات مرتفعة من أجل البحث عن المجد رغم ما يعانيه من إكراهات حيث وجد خير سند له في تداريبه شقيقه الأصغر الذي يحدو على خطى أخيه، يوسف سعدون الذي أصبح ظل شقيقه سعد الذي لا يفارقه ويسهر على مد يد العون له وتحفيزه هلال تداريبه. هنا كان لزاما إشعار الغيورين على أبناء هذه المدينة المقبورة إعلاميا والبحث عن مختضن حقيقي لهذا البطل الذي نازال في جعبته الكثير والذي يضرب له خصومه ألف حساب قبل صعود الخلبة لمتازلته، ولا يخفى على سكان تطوان التي تزخر بشخصيات عالمية من شأنها دفع سعدون للعالمية وتقديمه لعشاق الكيك بوكسينغ في صورة يستحقها، ويبقى تجاهل سلطات تطوان للرياضيين شعارا لهم منذ أمد بعيد حيث لم تكلف الجهات المنتخبة نفسها عناء تقديم الدعم لبطل رفع راية المغرب عاليا وجلب الذهب لمدينة الحمامة البيضاء من فم الأسد كما يقال.