بداية يجب أن نعلن على رؤوس الأشهاد، على أننا لسنا أصدقاء إلياس العماري، ولسنا كذلك أعداءه، نحن فقط منبرا يحاول جاهدا، أن لا يصطف أو يتخندق، أويهرول مع المتملقين، وينسحب حين تسقط البقرة، ويهرب مع الفارين. مناسبة هذا الكلام هو الهجوم الذي يتعرض إليه من كل حدب رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة "إلياس العماري"،حيث تتناسل التسريبات حول قرب إبعاده عن رأس الجهة لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون في علوم المؤامرات. عموما مهما اختلف المرء مع إلياس العماري فإن التاريخ، سيذكر أنه كان أول رئس جهة حقيقي بالمغرب الحديث، حاول ممارسة صلاحياته كاملة، كما يفعل رؤساء الجهات والولايات في الدول المحترمة مثل أسبانيا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. في تقديرنا المتواضع "إلياس العماري" لم يشأ أن يكون مجرد موظفا مكتبيا، يؤشر على شواهد الحضور والغياب، وشواهد المرض والحمل والنفاس والرضاعة، وتوقيع وثائق التوقف عن العمل والرخص الموظفين، والمصادقة على الشواهد الإدارية، ومحاربة البعوض، ومطاردة الكلاب الضالة بشوارع حواضر الجهة. إلياس العماري ذهب إلى الصين لجلب الاستثمار مما أثار حفيظة جميع رؤساء الجهات، الذين يشتغلون وفق التعليمات المرسومة لهم بدقة من طرف السلطات المركزية ويفعلون ما يومرون به. فعلا ربما اجتهد الياس العماري وأخطا ومع ذلك فله أجر واحد، عكس من سيبقون قابعين فوق كراسيهم لا فرق بينهم وبين أعوان التنفيذ والخدمة سوى التعويضات الكبيرة وسيارة المصلحة، وأخذ الصور التذكارية في المناسبات الرسمية، ليس إلا.