رغم أنها قدمت إلى مدينة سبتة منذ أن كان عمرها 6 سنوات، وعاشت بالمدينة لمدة 16 سنة ،وتتابع دراستها بثانوية "كامويس" الشهيرة الا أن المحكمة رفضت قبول طلب تلميذة مغربية، للحصول على الجنسية الاسبانية، لكون المعنية بالأمر لا تجيد التكلم باللغة الاسبانية، ولا يجمعها بثقافة اسبانيا وقيمها وتاريخها، أي شيء سواء من قريب أو بعيد. كان هذا ملخص حكم قضت به غرفة المنازعات بالمحكمة الوطنية الاسبانية، بخصوص طلب طعن تقدمت به التلميذة الطاعنة ضد إدارة السجل المدني والتوثيق، هذه الأخيرة رفضت تسجيلها كمواطنة اسبانية لأنها رسبت في اختبار الحصول على الجنسية الاسبانية. واستنادا إلى وقائع النازلة، فان صاحبة طلب الطعن، لم تجب نهائيا عن ثماني أسئلة من أصل 14 سؤال فقط ،في حين كانت الأجوبة عن باقي الأسئلة كلها خاطئة، وهو ما يفيد أن 16 سنة التي قضتها في اسبانيا لم تنعكس بتاتا على حالتها السوسيوثقافية.
"الطاعنة لم تتعرف على هوية الجنرال "فرانكو" ،ولم تستطع الإجابة عن تاريخ ظهور الدولة الديمقراطية باسبانيا، كما عجزت عن معرفة مكان تواجد اقليم "نابارا" و"أليكانطي" و"تينيريفي "علاوة على عدم تمكنها من التكلم بطلاقة باللغة الاسبانية، وهو مؤشر دال على كون المعنية بالأمر فشلت في تحقيق الإندماج المطلوب داخل النسيج الاجتماعي والقيم الديمقراطية للدولة الاسبانية، الأمر الذي لا يستقيم بتاتا مع طلب منحها الجنسية الاسبانية " تقول مستنتجات الحكم القضائي المذكور. واستنادا إلى منطوق الحكم القضائي السالف الذكر، فإن التواجد فوق التراب الاسباني لمدة طويلة وخلو صحيفة السوابق القضائية من الجرائم والجنح والمخالفات أصبح غير كاف للحصول على الجنسية الاسبانية. وبناء عليه فعلى الراغب في ذلك أن يجتاز بنجاح اختبار الجنسية وأن يبرهن ما يفيد كونه أصبح مندمجا تماما داخل النسق الثقافي والاجتماعي الاسباني ،وعلى معرفة تامة بتاريخ اسبانيا ودساتيرها وقيم الحداثة والديمقراطية ومبادئ دولة الحق والرفاه الاجتماعي.