تشهد الوثائق البرتغالية التي نتوفر عليها أن تطاون لم تهدم سنة 808 -1400- بل كانت موجودة وقائمة الذات سنة 818 -1415- وهي السنة التي احتلت فيها البرتغال مدينة سبتة، بحجة أن سكان تطاون هم الذين كانوا يرابطون على مدينة سبتة فيعينون إخوانهم المغاربة المطرودين منها على مهاجمتها ومحاصرة البرتغاليين بها، بل هناك سكان سبتة من إلتجأ الى تطاون واستقر بها. والوثائق المذكورة تؤكد أن الذي يترأس حصار سبتة سنتي 831 و 832 (1427 و1428) هو الولي الصالح سيدي طلحة الذي كان ينطلق اليها من تطاون، وهذا ما تؤكده المصادر الاسبانية مثل سوريدا وكريبادو أورطيكا وماركس ذي برادو. إلا أن الاستاذ داود يقول أن سيدي طلحة الدريج كان بتطاون حوالي سنة 658 -1255 ونقلا عن سليمان الحوات يؤكد ان الولي المذكور انتقل من سبتة الى تطاون فكان، يلازم الرباط للجهاد في الثغور، وكان له فرس يركبه للجهاد، وكان يقاتل الكفار ومعه 50 فرسا. ونحن نتساءل أين كانت توجد ثغور للجهاد وأين كان يوجد الكفار بأرض المغرب حتى يقاتلهم سيدي طلجة ويلازم الرباط عليهم في منتصف القرن السابع الهجري ( منتصف القرن الثالث عشر الميلادي) والحالة هذه أن أول مدينة مغربية سقطت بيد الكفار كانت هي مدينة سبتة وذلك سنة 818 – 1415 -.
بريس تطوان عن مجلة تطاون /مجلة تعنى بتاريخ شمال المغرب