واصلت هيأة المحكمة بسبتةالمحتلة، الأربعاء الماضي، محاكمة متهمين في أشهر جرائم قتل بين "كارتيلات" تجار المخدرات يقودها مغاربة أشهرهم الملقب ب "النيني". و أفادت صحيفة "الصباح" التي أوردت الخبر أن أطوار محاكمة أباطرة مخدرات وقتلة مأجورين في مافيا المخدرات، جذبت إليها اهتمام الرأي العام الإسباني لبشاعة الجرائم، فقد شهدت المدينةالمحتلة تصفية حسابات بين بارونات المخدرات تمثلت في عمليات القتل بالأسلحة النارية، والتصفيات الجسدية في عرض البحر، وإحراق السيارات. و نقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بال"مطلع" أن هيأة المحكمة استمعت إلى شهود عيان في جريمة قتل مغربي يلقب ب"خيفيتو"، وهي الحادثة التي أثارت ذعرا وسط المدينة، إذ أطلق متهمون ست أعيرة نارية على جسده، ولاذوا بالفرار، في حين فارق الضحية الحياة بمستشفى المدينة متأثرا بجراحه. و لفت المصدر ذاته إلى أن هيأة المحكمة استمعت إلى أسرة الضحية، حيث قالت والدته وشقيقه إن "خيفيتو" كان يقود سيارته، وحين وصل إلى أحد الجسور بالمدينة استوقفته دراجة نارية، وأفرغ راكبها ست طلقات في جسده ولاذ بالفرار، قبل أن تتمكن المصالح الأمنية من إيقافه.
وكشفت التقارير الأمنية التي توصلت بها هيأة المحكمة بحسب ذات الصحيفة أن الأمر له علاقة بتصفية حسابات بين عصابات منظمة تتاجر في المخدرات، بالمقابل قالت عائلته إن لا علاقة للضحية بالمخدرات، وإنه متزوج وله ابنين، ويعتبره كل الأصدقاء شخصا مسالما معروفا بتجارته في السلع المهربة إلى المغرب. وأماطت جريمة القتل الأخيرة اللثام عن جرائم بشعة ارتكبها قتلة مأجورون في صراع بين شبكات المخدرات، وهي الأحداث التي استعملت فيها الأسلحة النارية وأدت إلى أكثر من 10 عمليات قتل بين سنوات 2010 و2014، وكلها لها علاقة بشبكة "النيني" الذي لقي حتفه فوق مركبه في عرض البحر، مما جعل الرأي العام يصف الأمر بحمام دم، سعى من خلاله "النيني" إلى بسط نفوذه على سبتةالمحتلة والجنوب الإسباني وإغراقهما بالحشيش. وكشف المحققون أمام هيأة المحكمة تفاصيل بعض الأحداث، وألقاب الزعماء أشهرهم "الضفدع"، وهو قاتل متخصص في تنفيذ أوامر القتل، والعربي الطيب، شقيق "النيني" الذي أدار الكارتيل بعد موته، و"باخاريتو"، و"كواطرو"، ثم "فيريتي"، الذين لا يتجاوز أعمارهم 19 سنة، إضافة إلى قائمة سوداء تحتوي على ثمانية قتلة وزعيم للشبكة زاد من حدتها وتنافسها اختفاء "النيني". وشكل اختفاء محمد الوزاني المعروف ب "النيني" في 2014 لغزا محيرا، إذ ذكر أحد مرافقيه أنه غادر المرفأ الترفيهي لسبتةالمحتلة، نحو منتجع مارينا سمير، قبل أن يطارده "قتلة محترفون" قرب المضيق، ثم شرع رجل في إطلاق النار، وأصيب "النيني" وسقط في المياه. ولم يكتف القتلة بذلك بل قادوا قاربهم نحو الجثة، وشرعوا في تقطيعها بمحرك القارب، إلى أن تحول المكان إلى بركة دم.