الأستاذة شادين حيون موثقة بتطوان تشرح تداعيات وباء كورونا على عمل الموثقين. أثرت جائحة فيروس كوفيد 19 على عمل العديد من القطاعات الإقتصادية والمهن الحرة ، والتي تضررت بشكل كبير نتيجة تدابير الحجر الصحي و توقف عدد من الفاعلين الإقتصاديين عن العمل مؤقتا وحصل انخفاض في وتيرة المعاملات التجارية والعقارية ، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذها المغرب لاحتواء انتشار الوباء مثل إغلاق الحدود وإيقاف الدراسة والأنشطة التجارية غير الأساسية، وفي هذا الإطار كان لنا لقاء مع الأستاذة شادين حيون موثقة بتطوان، حيث أجرينا معها الحوار التالي والمتعلق بمدى تأثير جائحة كورونا على عمل الموثقين: كيف تأثر عمل الموثقين من جائحة كوفيد 19 ؟ عمل الموثقين كباقي المهن الحرة ، تأثر من جائحة فيروس كورونا ، فمعلوم أن وزير الداخلية أعلن في 19 مارس 2020 حالة الطوارئ الصحية وفقًا لمرسومي قانون 2.20.292 و2.20.293، المنشورين في الجريدة الرسمية عدد 6667 مكرر في 24 مارس 2020، من أجل الحد من حركة المركبات والحجر الصحي للمواطنين. ونتيجة لهذه القرارات تأثرت العديد من المقاولات بمختلف القطاعات لاسيما القطاع الخاص، وكان لذلك تأثير على عمل الموثقين. كيف تعامل المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب لمواجهة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية؟. المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب اتخذ عدة اجراءات وتدابير مهمة لمواجهة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية. ومن بين القرارات المتخذة مثلا نذكر على سبيل المثال : 1- إغلاق عام لمكاتب التوثيق لمدة أسبوعين من 23 مارس إلى 23 أبريل 2020. وذلك بعد عقد عدة اجتماعات أسفرت عن منح استئناف النشاط بالنسبة لمكاتب التوثيق اعتبارا من يوم الخميس 23 أبريل 2020 بطريقة تدريجية واختيارية، مع ضمان الإمتثال الصارم للتدابير الصحية المطلوبة؛ – اعتماد توصية معينة تسمح للموثقين باستئناف أنشطتهم مع الحفاظ على صحتهم وكذا صحة المتعاونين والمستعملين. – احترام المسافة المطلوبة مع الزوار. – تخفيض ساعات العمل. – التركيز على العمل عن بعد. – إعطاء الأولوية لتحديد المواعيد، إلا في حالتين فقط: فتح ملف جديد وجمع التوقيع. 2- المساهمة في الصناديق الخاصة لإدارة جائحة فيروس كورونا، التي أقيمت بناء على التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، أعانه الله وسدد خطاه، في حدود أربعة ملايين وثمانمائة وتسعة وسبعين ألفا وسبعمائة واثني عشر درهما (4.879.712,00 درهم(. 3- الإعانات المالية المخصصة للموثقين الأكثر تضررا من عواقب الأزمة. إزالة الطابع المادي عن التبادلات بالإدارات. ماهي الحلول العملية التي اعتمدها الموثقون لتجاوز تداعيات هذه الجائحة ؟ لقد شرعنا بالفعل في العمل نحن "الموثقين" بنظام إزالة الطابع المادي لتبادل الإجراءات الإلكترونية قبل هذه الأزمة الصحية. ومنذ عام 2016 قمنا بتطوير إجراء التسجيل عبر الإنترنت للعقود على نظام "التوثيق". وقد مكننا هذا العمل التمهيدي الذي بادرنا به من تسريع وتيرة بعض الخطوات المتعلقة برقمنة نظام العمل مع جميع الإدارات مما أدى إلى إطلاق مجموعة واسعة من الامكانيات مع العديد من الإدارات: – طلب شهادات التقييد لدى الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح الطبوغرافي والخرائطية. – إيداع ووصل التحصيل مع صندوق الإيداع والتدبير. كيف تعاملت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية مع مبادرات الموثقين؟ بالنظر إلى السياق الحالي، أنشأت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية أيضًا خدمة جديدة عبر الأنترنت تتيح لنا القيام بإيداع جميع الإجراءات القابلة للتقييد أو الإيداع بالسجلات العقارية انطلاقا من الحيز المخصص لنا عبر بوابة الوكالة المذكورة، ويمكن عبر الوسائل الإلكترونية: – تنزيل التوصيل عبر الإنترنت. – طلب وتسلم شهادات الملكية والتصاميم الطبوغرافية. – وفي الوقت ذاته وبالتعاون مع الخزينة الجهوية لطنجة-تطوان-الحسيمة والمديرية الجهوية للضرائب بتطوان، أتيحت لنا فرصة الحصول على شهادات ضريبية عن بعد لدى الخزينة العامة للمملكة، المنصوص عليها في المادة 95 من قانون تحصيل الديون العامة. وبفضل تعهدات رؤساء الإدارات المعنية الذين مكنونا من عناوين بريدهم الإلكتروني أُتيح لنا إرسال واستقبال جميع طلبات الوثائق الإدارية واستلامها عبر الوسائل الإلكترونية. هل يمكن القول أن العمل عن بعد هو جزء من الحلول الممكنة لتجاوز تداعيات كوفيد 19 ؟ بفضل العمل المنجز لم يعد المواطن بحاجة إلى التنقل إلى مكاتبنا في كثير من الأحيان. ويؤكد المجلس الوطني لهيئة الموثقين على أهمية استخدام التوقيع الإلكتروني *E-sign* للتوقيع إلكترونيًا على العقود والمصادقة عليها عبر الإنترنت، عند القيام بالإجراءات المختلفة عن طريق شهادة إلكترونية مؤمنة وفقًا لقانون 05-53 المتعلق بالتبادل الإلكتروني للبيانات القانونية. ونؤكد لكم أنه مهما كان الوضع، فإننا كمهنيين في الميدان سنظل دائمًا رهن الإشارة لتقديم جميع المعلومات ولمرافقتكم في مسعاكم وتقديم لكم النصائح والدعم مع البحث عن أفضل الحلول للمواطن. وسوف نواصل مسعانا بغية خدمة بلدنا في جميع الظروف. أجرى الحوار الإعلامي طارق الشعرة