تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني من إيقاف السائق المغربي الذي اخترق بسرعة فائقة حاجز المراقبة بالمعبر الحدودي “ترخال” الفاصل بين المغرب وثغر سبتة المحتل، بعدما رفض الامتثال لأوامر الوقوف الصادرة عن عناصر الجمارك المغربية ونظيرتها الإسبانية. وذكرت صحيفة “إلفارو دي ثيوتا” أن أفراد المراقبة الجمركية حاولوا بجميع الطرق إيقاف السائق الذي كان يقود سيارة من نوع “Golf”، مشيرة إلى أن وحدات من الشرطة الوطنية والمحلية قامت على الفور بمطاردة “هوليودية” انتهت بإيقاف السائق المغربي على مستوى طريق تشورييو. وأوضح المنبر الإعلامي ذاته أن الموقوف تسبب في حادث اصطدام مع سيارتين من ضمنهما دورية أمنية، مبرزا أنه لم تعرف بعد ملابسات هذه الحادثة والدوافع الكامنة وراء قيام السائق المغربي بهذا الفعل الخطير، لا سيما أن عمليات التفتيش لم تسفر عن حجز أية ممنوعات، بخلاف سكين من الحجم الكبير. وزاد المصدر أن السيارة تعرضت لأضرار بليغة، حيث تهشمت واجهتها الأمامية وتكسرت زجاجاتها بسبب الرشق الذي تعرضت له لحظة اجتيازها للمعبر بسرعة جنونية، موردا أن قاضي الغرفة السادسة بمحكمة سبتة أمر بحبس السائق بدون كفالة مالية بتهمتي “ارتكاب جريمة عصيان خطير وإبداء مقاومة عنيفة”. وأفادت تقارير إخبارية بأن السائق المغربي مثل أمام القاضي يوم أمس رفقة معتقلين آخرين في جلسة استماع دامت لمدة أربع ساعات، لافتة إلى أن الإدعاء العام أمر بإدخاله سجن ” Mendizábal” كتدبير وقائي، في انتظار انطلاق فصول المحاكمة بغية معرفة دوافع ارتكاب هذا الفعل المحظور قانونيا. وعبر العديد من المواطنين عن استيائهم إزاء ما تشهده مختلف المعابر الحدودية المحيطة بمدينة سبتة السليبة، خاصة أن ممر “ترخال” شهد من قبل أحداثا مماثلة نتجت عنها إصابة العديد من عناصر الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، مطالبين بالرفع من تدابير المراقبة من قبل الجانبين المغربي والإسباني. وتابعت “إلفارو” أن الواقعة أدت إلى تعليق حركة المرور بالمعبر الحدودي المذكور لبعض الوقت، فيما جرى نقل سيارة الشخص الموقوف إلى المقر الرئيسي للقيادة العليا للأمن بالمدينة من أجل إخضاعها لمزيد من التفتيش والتحليل بمشاركة أفراد من الشرطة العلمية. وقالت العديد من المواقع الإخبارية، التي وصفت سائق السيارة بال”كاميكاز”، أنه جرى تسجيل مؤخرا عدة محاولات لإدخال المهاجرين السريين داخل تجويفات محدثة وسط عربات تابعة لشبكات الاتجار بالبشر، هذا بالإضافة إلى ضبط كميات من البضائع المهربة والمخدرات يجري إخفائها بطرق فنية محكمة. وطالبت العديد من التنظيمات السياسية بوضع مرابط قابلة للسحب الأوتوماتيكي مصممة بما يكفي لوقف أية مركبة عوض الاعتماد على طرق بدائية، في إشارة إلى شريط الفيديو المتداول التي يظهر عناصر أمنية وهي تحاول اعتراض سبيل السيارة باللجوء إلى الصراخ والرشق بشتى الوسائل.