منذ إنطلاق العمل بمركز بني مكادة لتكوين وتقوية قدرات الشباب، مساء يوم الثلاثاء 27 أكتوبر من العام الماضي، وهو يعرف مجموعة من الإختلالات وسوء التدبير، يبين عجز مندوبية الشبيبة والرياضة بطنجة في تسيير هذا المركز الذي قام بتدشينه الملك محمد السادس أواخر شهر شتنبر من سنة 2015 بهدف المساهمة في التكوين والتأطير والتنشيط، ومحاربة الأمية وظاهرة الهدر المدرسي، وإشاعة قيم المواطنة عبر إشراك جمعيات القرب في تسيير المركز. فقامت مندوبية الشبيبة والرياضة بإفتتاح المركز دون إعلام جمعيات القرب التي تشتغل بالأحياء، حيث تفاجئت مجموعة من هذه الجمعيات بوجود نشاط لفائدة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي المقام بطنجة، رغم أن المركز ظل مغلقا بعد أن دشنه الملك محمد السادس قبل أسابيع ولم يتم إستدعاء الجمعيات للتشاور حول وضعية المركز الذي أقيم أساسا لتلبية حاجيات الساكنة وجمعيات الحي المشيد به، وتفعيل لسياسة القرب، وتعزيز أوراش العمل الإجتماعي، ومحاربة الهشاشة، وتقوية البنيات التحتية الأساسية. وعلى إثره طالبت الجمعيات الحاضرة لقاءً مع مدير المركز كريم بنجلون الذي حضر في ساعته وسير لقاءً لتوضيح ما يشهده المركز إلى حدود ذلك اليوم. اللقاء الذي دام قرابة الساعة، أجاب خلاله مدير المركز عن عديد من الأسئلة التي طرحها أطر وأعضاء الجمعيات الحاضرة باللقاء، والتي كانت تهم عن موعد الإنطلاق الفعلي للمركز وطريقة تسييره وكذا عن كيفية الإستفادة من مرافقه المختلفة. أفاد المدير أنه لم يتم بدأ العمل بالمركز بشكل رسمي بعد، في إنتظار تفويته بعد أسبوع -من تاريخ اللقاء- لوزارة الشباب والرياضة المكلفة بتسيير المركز، غير أن ورشة نجارة الألمنيوم، والترصيص- الكهرباء، قد تم تفويتها للتكوين المهني وتم البدأ العمل بها، كما أنه تم تفويت ملحق التعليم الأولي لنيابة التعليم طنجة-أصيلة، التي باشرت العمل مطلع شهر شتنبر من عام 2015. كما أضاف كريم بنجلون بالقول "أنه سيتم إختيار ثلت من النوادي، وثلث من الجمعيات، وثلث من الإدارة، ليتم إنتخاب مكتب لتسيير المرافق المتبقية من المركز" والمتمثلة في ورشة الرسم، والمسرح، وقاعات للدعم المدرسي، والإعلاميات، ومكتبة، وفضاء للجمعيات، وقاعة متعددة الاختصاصات، وفضاء للعب الأطفال، وقاعة رياضية، وملاعب لكرة القدم المصغرة وكرة السلة. بالفعل تم تشكيل الجمعيات المسيرة للمركز على عجل، ليتضح فيما بعد أنه تم إقصاء مجموعة من جمعيات القرب، حيث لم يتم الإفصاح عن موعد الجمع العام أو إخبار كافة الجمعيات التي تشتغل بالأحياء المجاورة للمركز، حيث عمدت هذه الجمعيات إلى الإحتجاج والمطالبة بإشراكها في تسيير المركز، لكن كان قد فات الأوان على ذلك، وتظهر مشاكل أخرى كان بطلها المدير نفسه. حيث أقالت مندوبية الشبيبة والرياضة مدير المركز، بعد أن تقدمت الجمعيات المسيرة للمركز بالخروقات التسييرية والمالية، وخصوصا أن المدير هو المكلف بأمانة المال، وذلك بعد تشكيل المكتب المسير للمركز. وقام مجلس التدبير برفع شكايات للمندوبية والسلطات المحلية إلى أن إتخذ قرار بعزله من منصبه إثر حضور لجنة من المندوبية يوم 31 دجنبر 2015 حيث تقوم بمحاسبته على أعماله. وقد سجل مجلس تدبير المركز خروقات تتمثل قي إستخلاص 20 درهم كقيمة للإنخراط في المركز، دون تهييء أي أنشطة تذكر، كما إستمر في الإستخلاصات ما بين 50 و80 درهم الغير القانونية دون إستفادة سكان المنطقة المنخرطين من الأنشطة التي لم تبرمج بعد. لتعين المندوبية بشكل مِؤقت عزوز التازي موظفا كان يشتغل بنفس المركز مديرا إلى حين تعيين مدير جديد، الذي تم الإعتداء عليه من طرف عضوين من مجلس التدبير حول أمر يتعلق بطريقة تسيير المركز، تم نقله للمستشفى على متن سيارة الإسعاف، وقام المدير المؤقت برفع دعوة قضائية ضد اللذين اعتدو عليه. وأفاد أحد أعضاء مجلس تسيير المركز أن مندوبية الشبيبة والرياضة لتتستر على سوء تدبيرها لعمل المركز أقدمت على فعل خطوتين: الأولى تتمثل في الضغط على أعضاء مجلس التدبير لتقديم إستقالتهم، هذا الذي تم، وقاموا جميعا بتقديم إستقالتهم لقائد المنطقة، والثانية في إسراعها لتعيين المدير الجديد، حسب ذات المصدر. غير أن المدير الجديد الذي تم تعيينه مطلع شهر فبراير من العام الجاري، هو الآخر لم يكن في مستوى التطلعات وأكمل على مسيرة سوء التدبير والتسيير وساهم في الفوضى بالمركز، حيث أقدم على منع جمعية من القيام بنشاط بدعوى أنها لا تتوفر على تصريح إستغلال القاعة، هذا ما نفته الجمعية وأدلت بتصريح إستغلال القاعة موقعة من طرف مدير المركز الذي كان قبله، كما أن المدير الجديد أقدم على طرد أحد الناشطين بالمركز بشكل هستيري. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، إلى متى ستستمر هذه الفوضى بمركز لتكوين وتقوية قدرات الشباب بني مكادة؟ ومن له المصلحة في إستمرار هذا الوضع الكارثي؟