يفتخر المغربي عبد الغني الطنجي باللائحة الطويلة من مشاهير العالم الذين زاروا مقهى "بابا" بحي القصبة في مدينة طنجة، و الذي يديره منذ سنين طويلة. يعتبر مقهى "بابا" أول مقهى، فتح أبوابه بالقصبة حيث يعود إلى سنة 1943، يزوره العديد من الأجانب الذين جعلوا من المكان قبلتهم المفضلة داخل أسوار قصبة طنجة، آخر هؤلاء، الذين يحفظ عبد الغني أسماءهم وصفاتهم عن ظهر قلب، هو ألبير الثاني، أمير موناكو الحالي (بدأ حكمه في 6 أبريل 2005)، الذي زار المقهى، عند تجوله بدروب المدينة العتيقة لطنجة. المقهى يعتبر مأوى لمن أراد الهروب من ضنك الغنى إلى جمال الحياة البسيطة، فأغنياء و أساتذة جامعات -حسب تصريح عبد الغني- هم من أبرز رواد مقهى "بابا". حفاظا على جودة المشروبات، يحرص عبد الغني على إعداد الشاي والقهوة بنفسه، وبين موائد وكراسي بسيطة، يحمل بين يديه كؤوس المشروبات التي يطلبها الزبائن، المغاربة منهم والأجانب، ليقدمها إليهم، ونظراته تكشف عن ثقته بنفسه، واعتزازه بمهارته في إعداد الشاي المنعنع، بنكهات الأعشاب والليمون. يتوفر المقهى على غرفة داخلية، تحتفظ بفراشها المغربي التقليدي، الذي يفضله الأجانب، وعلى بهو يتأثث حاليا بموائد من حديد، وشرفة تطل على خليج طنجة، ومنزل الثرية الأمريكية باربارا هاتن الشهير، ومباني المدينة العتيقة، ويفصلها عن البهو حائط صغير وضع عليه عبد الغني صور المشاهير الذين زاروا المقهى من عالم الفن والسياسة. سيبقى مقهى "بابا" معلمة تؤرخ لتاريخ طنجة و معلمة جذابة لأعين مشاهير العالم الباحثين عن البساطة والأصالة.