بقلم: عمر شقور كثيرة هي الحالات الصحية التي يتم نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، ومنها الفايسبوك، الذي أصبح ظاهرة هذا العصر بكل المقاييس، الجميع تقريبا لديهم حساب على الفايسبوك، سواء أشخاص، مؤسسات، أحزاب، جمعيات. وجه الكتاب هو فرصة لتمرير رسائل مشفرة للبعض، وإلى تمرير كلمات حب للبعض الاخر، فرصة أيضا لنشر الأكاذيب ومكان خصب لنشر الإشاعات. أرضية خصبة لكل شخص أراد أن ينشر ما تربى عليه، فإما خصال حميدة وخير للناس، وإما سم قاتل وأخلاق تحت الصفر. الفايسبوك والعمل التطوعي، علاقة قوية جدا، حيث اتخذت العديد من الجمعيات "وجه الكتاب" كوسيلة سريعة المفعول ولها من الشعبية الكبيرة في كل مكان، لنشر أعمالها التطوعية و الخيرية وما إلى ذلك، من خلال فتح صفحات خاصة بالجمعية، يتم نشر أنشطتها وأفكارها عليها، وكذا نشر إعلانات عن أنشطة مستقبلية تنتظر الدعم المادي من المتتبعين وفاعلي الخير، في ظل ضعف الدعم المادي المقدم للجمعيات، وهناك جمعيات لا تتلقى الدعم أصلا. ولايخفى عن كل فاعل جمعوي دور الفايسبوك في خلق روابط وعلاقات جديدة بين الأشخاص والجمعيات أيضا، تحولت فيما بعد إلى علاقات فعلية قوية على أرض الواقع، ناهيك عن كسب أعضاء جدد يملكون من حب العمل الخيري والتطوعي الكثير، ويستطيعون تقديم الإضافة المطلوبة للمجتمع، الذي هو في أمس الحاجة لمثل هؤلاء الشباب المتحمسين و الغيورين على مجتمعهم وعلى وطنهم. فمن خلال تقديم برامج الجمعيات وأنشطتها على الفايسبوك بكل تفاصيلها يستطيع المتتبع أن يكوّن فكرة عن الجمعيات التي تشتغل بصدق وبين أخرى تصطاد في الماء العكر وتشوش على العمل الجمعوي بكل وقاحة. هذه الوقاحة أفرزت انعدام الثقة بين الناس والجمعيات، فيصبح التعميم سيد الموقف "حوتة وحدة كتخنز الشواري" ؟؟ فتظهر الصورة أكثر ضبابية عند البعض، وتحديا للبعض الاخر ومحاولة البحث والتقصي حول مصداقية تلك الجمعية أو العكس . لعب الفايسبوك دورا مهما في العمل التطوعي ومازال واجهة للكثيرين من فاعلي الخير، وذوي القلوب الرحيمة، الذين ما إن يشاهدوا إعلانا عن مساعدة ما إلا و تكلفوا بمصاريف تلك الحالة الإنسانية، أو يساهموا على قدر المستطاع إما بشكل مباشر أو عبر إرسال المساهمة عن طريق الحساب البنكي للجمعية، وهذا بعدما يتأكدوا من مصدر تلك الحالة وحقيقتها "واللي بعينو مايتلف". وكم من حالة تم إنقاذها، ورسم الإبتسامة على وجهها مجددا، خصوصا الحالات الصحية الحرجة والتي تتطلب تكاليف باهضة في وسط أسري فقير يصبح الأمر شبه مستحيل، لكن مع تظافر الجهود و نشر الفكرة على نطاق واسع يصبح الأمر ممكنا جدا . كل هذه الأمور لا تخفى على رواد الفايسبوك فالأحداث يتم تداولها بشكل يومي وسريع. العمل التطوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "الفايسبوك" نموذجا، لا يقل أهمية عن أي عمل على الأرض، فيكفي نشر الفكرة والتفاعل معها وإعادة نشرها بين أصدقائك، لتصبح أنت أيضا فاعلا حقيقيا في المجتمع، والدال على الخير كفاعله. حين تقتنع بهذه الأمور ستجد نفسك ضمن جمعية ما، تمارس تفاعلك على الأرض بينما كنت تمارسه على الفايبسوك.