بقلم: شقور عمر وكأي مواطن مغربي أحب أن أشجع فريق مدينتي اتحاد طنجة، أنتظر نهاية كل أسبوع لأذهب إلى ملعب طنجة الكبير (ابن بطوطة)، الذي يعتبر معلمة رياضية مهمة بالنسبة لمدينة طنجة، أعطت مذاقا خاصا للساكنة المتعطشة لكرة القدم بشغف كبير خصوصا بعد أن حقق فريق المدينة ما كنّا ننتظره منذ سنين، حيث أصبح ينافس الأقوياء في البطولة الوطنية والقارية أيضا. كل هذا جميل جدا، لكني أحببت أن أكتب من خلال هذا المقال على جانب آخر، خلف الكواليس، وقبل بداية تلك الصورة المشرقة المتمثلة في ملعب مليء عن آخره بالمشجعين، تيفو كبير وأغاني "هيركوليس" الغائب الأكبر عن المدرجات وله أسبابه التي يراها يجب أن تحترم. قبل الدخول، وأنت على أبواب الملعب الكبير، هذا الصرح الرياضي الرائع، تحس بالفرح والسرور، وتحلم أن تقضي وقتا ممتعا قبل وأثناء وبعد المقابلة …؟؟ ما إن تذهب للشباك من أجل اقتناء تذكرة المقابلة حتى تبدأ المعاناة، وتصطدم بالواقع، ازدحام شديد وكثرة العشوائية، ومع ذلك ومن أجل حب الفريق تصبر إلى أن تصل الشباك حيث تدفع ثمن 30 درهم للتذكرة بعدما كان 20 درهم " ياحصرة" ثم تتوجه لبوابة الدخول إلى الملعب، وما أدراك ما بوابة الدخول، وكأننا أمام ملحمة طويلة، آلاف الأشخاص ينتظرون دورهم للدخول مقابل بعض الأبواب فقط التي تم فتحها لإستقبال هذا الكم الهائل من المشجعين، ضغط نفسي رهيب تواجهه وأنت تقف بلا حراك في ظل الإزدحام الخانق، وبطئ عمل البوابة الإلكترونية التي تتعطل من حين لآخر فيواجه المسؤول عليها تذمر المشجعين الغاضبين أصلا بسبب عدم تسريع عملية فحص التذاكر ودخول الملعب. وسط هذا التذمر وسوء التدبير تتعطل الآلة المشؤومة نهائيا فيخترق المشجعون البوابة الأخرى المقابلة لها، فيبدأ العراك الشفوي بين المشجعين لأنهم اخترقوا حاجزا ليس من حقهم وسلبوا الاخرين دورهم في الدخول عبر البوابة، توقفت عقارب الساعة وتعالت الصيحات والكلمات الساقطة من هنا وهناك، فرأيت أطفالا و نساء بين الصفوف، لا ذنب لهم في هذا العبث سوى أنهم أرادوا أن يشاهدوا مقابلة في كرة القدم على المدرجات، ويحتفلون مع الجماهير متعة لقاء اللاعبين عن قرب، أرادوا أن يجربوا هذا المشهد في واقعنا، بعدما شاهدوه مرارا وتكرارا على التلفاز في البطولات الأوروبية. بعد صراع مع البوابة الإلكترونية قرر المسؤول عليها أن يبطلها ويحولها الى بوابة عادية حتى يسيطر على الوضع الذي بات مشحونا ومتوترا. الجميع غير راضي على سوء التنظيم الذي يخيم على كل مباراة داخل الملعب الكبير، فلا معني لملعب بهذا الحجم، وجماهير بهذا العدد، أن يتم فتح بضع أبواب فقط، وكأننا نعبر الحدود ؟ بعد صراع أمام بوابة الدخول، تصعد الدرج والغضب واضح على محيّاك بعدما "تبهدلتي " قبل الدخول، أول مايلفت إنتباهك هو كثرة المحلات المغلقة طبعا ؟؟ والتي من المفروض أن تكون محلات تجارية تخدم الجمهور، من توفير للأكل والشراب و أشياء أخرى … ؟ يتم استبدال هذه المحلات ببائعي السندويش على الأرض، وأمور أخرى تباع على المدرجات .. ؟ فلا داعي لفتح هذه المحلات ؟ يبقى سؤال يطرحه كل من دخل ملعب طنجة الكبير، لماذا لا تفتح جميع أبواب الملعب ؟ لماذا المحلات والمرافق مغلقة ؟ لما هذا العبث ؟ نحن على مشارف سنة 2017 ونعيش هكذا أجواء قبل كل مقابلة، وهذا الملعب مرشح بقوة لإحتضان مباريات دولية لكأس العالم مستقبلا لو تم اختيار المغرب لهذا الحدث العالمي ؟؟ هذا أمر غير مقبول، على المسؤولين إيجاد الحل المناسب من أجل تدبير جيد للملعب، و حتى نصل إلى العالمية يجب أن ترتقوا قليلا للعالمية أيضا.