فى الوقت الذى لا نتدخل فيه فى عمل الطبيب فلا نحدد له وسائل الفحص والتشخيص والعلاج .. نمنع المعلم من استخدام وسائله لتقويم ما اعوج من سلوك تلاميذه ! إن الذين يطالبونه بتطبيق الطرق (النموذجية) فى التدريس بعيداً عن الضرب ، يفوتهم أن بعض هؤلاء التلاميذ ليسوا (نموذجيين) على الإطلاق .. فلا تفيد معهم أساليب النصح والتوجيه .. فهم فى حاجة لمن يكبح جماحهم .. لا أن يُترك الحبل على الغارب فيُفسدوا البقية الباقية من زملائهم .. لقد أضحى المعلم فى ظل انقلاب القيم والمفاهيم فى حاجة لمن يحميه من بلطجة بعض تلاميذه وبطشهم .. بعد أن وصل الحال إلى حدٍ لا ينبغى الصمت حياله وتجاهل عواقبه الوخيمة .. فنتيجة لخروج (العصا) من معادلة العملية التعليمية .. دخلت بعض مدارسنا الأسلحة (البيضاء) وحملها التلاميذ والطلاب فى حقائبهم المدرسية بديلاً عن الكراسة والقلم والكتاب فماذا ننتظر من هؤلاء الذين تميعهم الوزارة بقرارات غير واقعية ، والمنزل بتخليه عن دوره وإلقاء المسئولية على المدرسة وحدها ، ووسائل الإعلام بعرض أفعالهم البغيضة من تحدٍ وقلة أدب وانعدام حياء فى المسلسلات والأفلام والمسرحيات كنموذج محفز للاقتداء ؟! لقد أضحى المعلم محاصراً بالعديد من تعليمات المنع والحث ... حث على أداء دوره التربوى والتعليمى على أكمل وجه فى ظل مناخ بعيد كل البعد عن وصف الكمال .. ومنع لاستخدام عصاه حتى أضحى مجرداً من هيبته ، محتمياً بحقيبته التى يفضل أن يستبدلها بحقيبة إسعافات ، داعياً الله أن ينتهى يومه الدراسى على خير دون حدوث إصابات أو لا قدر الله عاهات ! مجدى شلبى عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب