الذين لم يقرءوا التاريخ يظنون ما صنعته أمريكا بالعراق من إحتلال وتقسيم أمراً مفاجئاً جاء وليد الأحداث التي أنتجته،وما يحدث الآن في جنوب السودان له دوافع وأسباب ،ولكن الحقيقة الكبرى أنهم نسوا أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛ لتفتيت العالم الإسلامي،وتجزئته وتحويله إلى "فسيفساء ورقية" يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع،وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948م! وعندما ننشر هذه الوثيقة الخطيرة ل "برنارد لويس" فإننا نهدف إلى تعريف المسلمين بالمخطط،وخاصة الشباب الذين هم عماد الأمة وصانعو قوتها وحضارتها ونهضتها،والذين تعرضوا لأكبر عملية "غسيل مخ"يقوم بها فريق يعمل بدأبٍ؛لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي لوصم تلك المخططات بأنها مجرد "نظرية مؤامرة" رغم ما نراه رأي العين ماثلاً أمامنا من حقائق في فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان،والبقية آتية لا ريب إذا غفلنا... وحتى لا ننسى ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل،فيكون دافعاً لنا على العمل والحركة؛لوقف الطوفان القادم. برنارد لويس" من هو؟ العراب الصهيوني. أعدى أعداء الإسلام على وجه الأرض. حيي بن أخطب العصر الحديث،والذي قاد الحملة ضد الإسلام ونبي الإسلام،وخرج بوفد يهود المدينة؛ليُحرض الجزيرة العربية كلها على قتال المسلمين والتخلص من رسولهم عليه الصلاة والسلام . صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب،والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية. ولد "برنارد لويس" في لندن عام 1916م،وهو مستشرق بريطاني الأصل يهودي الديانة،صهيوني الإنتماء،أمريكي الجنسية. تخرَّج في جامعة لندن 1936م،وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية. كتب "لويس" كثيراً،وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين؛حيث اعتُبر مرجعاً فيه،فكتب عن كلِّ ما يُسيء للتاريخ الإسلامي متعمداً،فكتب عن الحشاشين،وأصول الإسماعيلية،والناطقة،والقرامطة،وكتب في التاريخ الحديث نازعاً النزعة الصهيونية التي يُصرح بها ويؤكدها. نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً قالت فيه: إن (برنارد لويس) "90 عاماً" المؤرخ البارز للشرق الأوسط وقد وَفَّرَ الكثير من الذخيرة الإيدلوجية لإدارة (بوش) في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب؛حتى أنه يُعتبر بحقٍّ منظراً لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة. قالت نفس الصحيفة إن (لويس) قدَّم تأييداً واضحاً للحملات الصليبية الفاشلة،وأوضح أن الحملات الصليبية على بشاعتها كانت رغم ذلك ردّاً مفهوماً على الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة،وأنه من السخف الاعتذار عنها. رغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر المحافظ "صموئيل هنتينجتون" فإن "لويس" هو مَن قدَّم التعبير أولاً إلى الخطاب العام؛ففي كتاب "هنتينجتون" الصادر في 1996م يُشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقال كتبها "لويس" عام 1990م بعنوان "جذور الغضب الإسلامي"،قال فيها: "هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية،لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما". طوَّر "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجُدد في الولاياتالمتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين؛حيث يُشير "جريشت" من معهد العمل الأمريكي إلى أن (لويس) ظلَّ طوال سنوات "رجل الشؤون العامة"،كما كان مستشاراً لإدارتي (بوش) الأب والابن. في 01/05/2006م ألقى (ديك تشيني) نائب الرئيس (بوش الابن) خطاباً يُكرِّم فيه (لويس) في مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا؛حيث ذكر (تشيني) أن (لويس) قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشاراً لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط. (لويس) الأستاذ المتقاعد بجامعة "برنستون" ألَّف 20 كتاباً عن الشرق الأوسط من بينها "العرب في التاريخ"،و"الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث"،و"أزمة الإسلام"،و"حرب مندسة وإرهاب غير مقدس". لم يقف دور (برنارد لويس) عند استنفار القيادة في القارتين الأمريكية والأوروبية،وإنما تعدَّاه إلى القيام بدور العرَّاب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجُدد في إدارة الرئيس (بوش) الابن إستراتيجيتهم في العِداء الشديد للإسلام والمسلمين،وقد شارك (لويس) في وضع إستراتيجية الغزو الأمريكي للعراق؛حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن (لويس) كان مع الرئيس (بوش) الابن ونائبه (تشيني)،خلال إختفاء الإثنين على إثر حادثة إرتطام الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي،وخلال هذه الاجتماعات ابتدع (لويس) للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمَّنها في مقولات "صراع الحضارات" و"الإرهاب الإسلامي". في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع (لويس) في 20/05/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون،لا يمكن تحضرهم،وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يُفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تُدمِّر الحضارات،وتُقوِّض المجتمعات،ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم واستعمارهم،وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية،وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة،لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان،إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية،ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بإنفعالاتهم وردود الأفعال عندهم،ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك،إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليُدمروا حضارتنا،ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديموقراطية،وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع من أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة،ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها،واستثمار التناقضات العرقية،والعصبيات القبلية والطائفية فيها،قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها". انتقد "لويس" محاولات الحل السلمي،وانتقد الإنسحاب الصهيوني من جنوب لبنان،واصفاً هذا الإنسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له،فالكيان الصهيوني يُمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية،وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوروبي والأمريكي،ولذلك فإن على الأممالغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور،ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي،وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر "أنابوليس" للسلام كتب لويس في صحيفة "وول ستريت" يقول: "يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت،غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني،وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية،ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليُقاتل بعضهم بعضاً،كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل".