إجراءات احترازية عقب أحداث تونس الصباح/الصديق بوكزول : اتخذت وزارة الداخلية، عبر مختلف المصالح التابعة لها، مجموعة من الإجراءات مباشرة بعد أحداث تونس التي انطلقت بإشعال البوعزيزي النار في جسده وانتهت بإسقاط نظام بنعلي، القاسم المشترك بينها (الإجراءات) هو عدم استفزاز المواطنين مخافة قيام أحدهم بإحراق نفسه، وعدم تمكينهم من الوسائل المساعدة على ذلك. وعلم من مصادر مطلعة، أن لجان مراقبة الأسعار كثفت جهودها خلال الأيام الأخيرة، بل إن أعضاءها اشتغلوا يومي السبت والأحد الماضيين، حتى يتسنى ضبط مخالفات الأسعار التي يرتكبها بعض الباعة. وكشفت المصادر ذاتها أن مختلف عمالات المملكة توصلت بمذكرات تحث أعضاء هذه اللجان العاملين بالمصالح الاقتصادية على العمل بشكل مكثف وعدم التسامح مع كل شخص ثبت أنه خالف القوانين المعمول بها. وأضافت المصادر ذاتها أن هذه اللجان تمكنت من تحرير مجموعة من المحاضر ضد المخالفين لقانون الأسعار خلال الأربعة أيام الأخيرة، ومن المنتظر أن تحال على المحكمة من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وعلم من جهة أخرى، أن رجال السلطة وأعوانها قاموا بجولات عبر مجموعة من محطات بيع البنزين، وطلبوا من أصحابها والعاملين بها عدم بيع البنزين لكل شخص لا يملك سيارة أو دراجة نارية، مضيفا أن التعليمات كانت مشددة وارتبطت ب"تهديد" بمتابعة كل من تبين أنه باع البنزين بطريقة مخالفة للقوانين. وجاء اتخاذ هذا القرار مخافة إقدام أحد المواطنين الغاضبين أو الفاقدين للوعي جراء استهلاك خمور أو حبوب الهلوسة، على صب البنزين على جسده والتهديد بإضرام النار في نفسه على غرار ما وقع في تونس. وأعطيت تعليمات للولاة والعمال بعقد اجتماعات مع رؤساء الدوائر والقواد من أجل مطالبتهم بعدم استفزاز المواطنين ومحاولة حل المشاكل بأخف الأضرار، مضيفة أن تعليمات صارمة أعطيت لبعض أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة تحثهم على التعامل بشكل حذر مع الباعة المتجولين مخافة الدخول معهم في مواجهات. وعاينت الصباح خلال الأيام الماضية بعض مظاهر التغير في معاملة رجال القوات المساعدة للباعة المتجولين، إذ غابت لغة الأوامر وحجز السلع وحل محلها الحوار والتعاون. وفي ارتباط بالموضوع ذاته، كشفت مصادر "الصباح" أن تعليمات أعطيت إلى المسؤولين الأمنيين ببعض المدن بتشديد الخناق على تهريب وبيع المخدرات، خاصة القرقوبي، على اعتبار أن من تناوله يمكن أن يقوم بأي فعل بما فيه إحراق نفسه. وعلم من المصادر ذاتها، أن مجموعة من الحملات الأمنية أجريت ضد تجار القرقوبي ومستهلكيه، خاصة في مدن البيضاء ووجدة، وفاس...وقد أسفرت عن إيقاف مجموعة من المتهمين وحجز كميات مهمة منها.