الولايات المتحدة اقترحت توطين المحتجزين بمخيمات تندوف بجزر الكاناري كشف موقع ويكيليكس عن وثيقة سرية للخارجية الأمريكية ، يقترح من خلالها دبلوماسي سابق في المغرب ، توطين الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف بجزر الكاناري في أفق منحهم الجنسية الإسبانية لإنهاء النزاع حول الصحراء ». وجاء في الوثيقة التي قدمها القائم بالأعمال السابق بالسفارة الأمريكية بالرباط ، روبيرت جاكسون أنه «: «نظرا للعدد القليل للصحراويين، فإن بإمكان إسبانيا منحهم الجنسية الإسبانية مع إمكانية الهجرة إلى إسبانيا، أو جزر الكناري أو أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي، مما سيشكل أمرا مهما. فإعادة توطينهم ربما تكون حلا سهلا لمشكل اللاجئين». ويشغل جاكسون حاليا منصب سفير للولايات المتحدة في الكاميرون . وفور الكشف عن هذه الوثيقة، بادرت جهات بإسبانيا إلى الرد بقوة على هذا الاقتراح ، في حين لم يصدر أي رد عن الحكومة الإسبانية . وقد استعمل أقطاب السياسة في إسبانيا عبارات من قبيل «الحماقة» و»الهذيان» و»الهراء» و»الجنون» لوصف مقترح الدبلوماسي الأمريكي الذي يتماشى في حقيقة الأمر مع سياسة إسبانيا التي تحاول منذ عدة سنوات اعتبار الصحراويين «شبه» مواطنين إسبان يجب عليها توفير الحماية لهم، بما أن الآلاف منهم كانوا يحملون الجنسية الإسبانية إلى غاية سنة 1975 عندما كانت الصحراء مستعمرة إسبانية. وهكذا اعتبر عضو بارز في قيادة الحزب الاشتراكي الحاكم مقترح الدبلوماسي الأمريكي ب»الهذيان»، مشددا على «جهل» هذا الدبلوماسي بحقيقة الوضع في المنطقة ، فيما اعتبره غوستافو دي أريستيغي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية عن الحزب الشعبي بكونغرس النواب الإسباني ، «حماقة لا تستحق أي تعليق». من جهته اتهم غاسبار ياماثاريث الناطق الرسمي باسم اليسار الموحد في البرلمان، واشنطن بالسعي ل«خلق معسكرات لاعتقال الصحراويين بجزر الكناري». وتواصل ظهور الوثائق السرية الأمريكية التي يكشف عنها موقع ويكيليكس ، رغم اعتقال مؤسسه ، وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، جاء في وثيقة مؤرخة في 3 مارس 2008 أن الرئيس التونسي زين العابدين ين علي حمل الجزائر المأزق الذي وصل إليه نزاع الصحراء وتأثير ذلك على شلل اتحاد المغرب العربي ، وذلك في لقاء تم في العاصمة تونس في فبراير من نفس السنة ، بين بن علي ونائب كاتبة الدولة الأمريكية، دافيد ويلش. وحسب هذه الوثيقة، فقد قال ويلش للرئيس التونسي خلال هذه اللقاء إنه يجب على الجزائريين القبول بأنه لن تكون هناك دولة مستقلة في الصحراء. من جانبه أشار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى أن مشكل نزاع الصحراء معقد وحله يتطلب عدة سنوات، مضيفا أن الملف لا يمكن حله من طرف الأممالمتحدة أو مجلس الأمن. وكشف الرئيس التونسي، حسب ذات الوثيقة، أنه حاول عقد اجتماع مغاربي حول ملف الصحراء، مضيفا أن المغرب وليبيا قدما موافقتهما على المشاركة، إلا أن الجزائر امتنعت، بحجة أنه لم يكن هناك شيء للمناقشة.