أجلت غرفة الجنايات في استئنافية وجدة، في جلسة صباح يوم الثلاثاء 2 نونبر الجاري، النظر في قضية السيدة المتهمة بتعذيب ابن زوجها، ذي السبع سنوات، الذي عرف ب«الطفل الأرنب»، والمُدانة من قبل غرفة الجنايات في ابتدائية وجدة، يوم الأربعاء 17 مارس الماضي، بثلاث سنوات حبسا نافذا، وبستة أشهر موقوفة التنفيذ في حقّ زوجها، والد الطفل الضحية عبد القادر المالكي، إلى يوم الثلاثاء 23 نونبر، من أجل الاستماع إلى شاهدين جديدين. وسبق لهيئة استئنافية وجدة أن أجلت هذه الجلسة التي كان من المفروض أن تعرف النطق بالحكم يوم الثلاثاء 19 أكتوبر الماضي، بعد ملتمس النيابة العامة بإحضار الشاهدة فريدة المالكي، شقيقة الطفل الضحية عبد القادر، ومحمد المالكي، جدّهما من أبيهما، للاستماع إليهما. وحضر الجلسة، التي قررت هيئة المحكمة أن تكون مغلقة، دفاع الطفل الضحية الأستاذة حورية ديدي والأستاذة لطيفة خياط، مسؤولة عن الأطفال والنساء ضحايا العنف، ومحمد المالكي، جدّ الطفل، وشقيقته فريدة كشاهدة من جهة، والمتهمة زوجة الأب، وزوجها والد الطفل الضحية، رفقة طفليهما الشقيقين من المتهمة المؤازرة بدفاعها. واستمعت المحكمة إلى الشاهدين فريدة المالكي وجدّها من أبيها، محمد المالكي، اللذين أكدا وقائع التعذيب والتنكيل التي أدينت من أجلهما المتهمة، وارتأت هيئة المحكمة، من أجل تعميق البحث وتدقيق بعض تفاصيل المدة التي قضاها الضحيتان رفقة المتهمة، استدعاء شاهدين اثنين آخرين، ويتعلق الأمر بجّدة الطفل الضحية عبد القادر والسيدة التي تتكفل بالطفلة فريدة. وقد سبق أن استمعت المحكمة، مرة أخرى، للطفل الضحية الذي يوجد في قسم الأطفال المتخلى عنهم في مستشفى الفارابي، وصرح بأن والده زاره وأهداه بعض اللُّعب ولقّنه صيغة ثانية بهدف اتّهام جدّه بتعذيبه، بدل زوجة والده وترديد هذه الصيغة أمام القاضي وهيئة المحكمة في استئنافية وجدة من أجل تبرئتها والتخفيف من الحكم في مرحلة الاستئناف، كما سبق أن كان يفعل الوالد تجاه والد، أي جدّ الطفل الذي تكفل به وبأشقائه لمدة، وهو الذي عرضه على طبيب في مستشفى الفارابي بوجدة، يوم الأربعاء 5 ماي 2009، لما أعاده والده إليه في حالة سيئة. ومن جهته، نفى والد الطفل الضحية في تصريح ل«المساء»، كما سبق أن فعل، كلّ الاتهامات الموجهة إليه وإلى زوجته المتهمة، مؤكدا أنه لا يفهم ما يجري وأن مصدر مأساته هو والده، جدُّ أطفاله، الذي كان سبب طلاق زوجته الأولى المريضة والزجّ بزوجته الثانية في السجن وتقديم شكاية ضده من أجل ابتزازه. وأقسم أن ما يتم الترويج له بأنه لقّن الطفل ما يقوله كذب وافتراء وأنه يزور طفله دائما ويهديه لُعبا يطلبها منه: «إنني أزور طفلي وأتحدث إليه بحضور الممرضات والمساعدة الاجتماعية، ولا يمكنني أن أختلي به».