عبر رئيس الجماعة الحضرية لوجدة السيد عمر حجيرة، وعمدة ليل (فرنسا) السيدة مارتين أوبري،عن إرادتهما المشتركة لتطوير علاقات التعاون بين المدينتين، المرتبطتين باتفاقية توأمة منذ سنة 2005. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء،وفي غياب معظم القطاع الاعلامي بوجدة الذي لم يفهم لحد الآن من أمر بتغييبه والاقتصار على المنابر الرسمية والبعض (...)،استعرض السيد حجيرة والسيدة أبري، ضيفة شرف الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للراي (22- 24 يوليوز)، خلال اجتماع عمل عقد بمقر الجماعة الحضرية لوجدة، الإنجازات التي تم تحقيقها في إطار هذه التوأمة وسبل توسيع مجال التعاون الثنائي ليشمل مجالات أخرى، اقتصادية على الخصوص. وركزت عمدة ليل، وهي أيضا الكاتبة الوطنية الأولى للحزب الاشتراكي الفرنسي (معارضة)، بهذه المناسبة على مختلف أوجه التعاون بين المدينتين، خاصة في ميادين التعمير والصحة والتعليم والأبحاث الجامعية والجانب الاجتماعي. وأكدت السيدة أوبري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه آن الأوان لتوسيع هذا التعاون ليشمل قطاعات أخرى، معتبرة أن مدينتي وجدة التي شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة نموا مهما على كافة الأصعدة، وليل "يمكنهما القيام بعدة أشياء معا في المجالات الاقتصادية والسياحية والتكنولوجيات الحديثة". وستكون مواضيع تهم مشروع إحداث مكتب للسياحة المستدامة، وإقامة تعاونيات مدرة للدخل بالأحياء، وإقامة شراكة بين (أوراتكنولوجي) وتكنوبول وجدة، في صلب مباحثات السيدة أوبري مع المسؤولين المحليين. وبعدما سجلت أن حوالي نصف الخمسة آلاف مواطن أو منحدر من المغرب مقيم بليل (شمال فرنسا) ينتمون لجهة وجدة، أشارت إلى أنه بإمكان هؤلاء الاضطلاع بدور هام في تعزيز التعاون الثنائي. ومن ناحية أخرى، عبرت السيدة أوبري عن سعادتها بحضور المهرجان الدولي للراي الذي يحتفل هذه السنة بموسيقى الجهات، بما فيها الموسيقى الأندلسية باسبانيا، معتبرا أن هذه التظاهرة الثقافية تقدم صورة رائعة عن وجدة، ليس فقط على الصعيدين الجهوي والوطني، بل وحتى الدولي. وبعدما ثمنت السيدة أوبري الأعمال المتعددة، التي يتم القيام بها أو المبرمجة من أجل تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين، أعلنت عن تنظيم أسبوع ثقافي وجدة- المتوسط بليل خلال الخريف المقبل. من ناحية أخرى، أبرزت عمدة ليل تميز علاقات "الصداقة والأخوة التامة" بين المغرب وفرنسا، معتبرة أن المغرب، الغني بحضارته الكبيرة، "يضطلع بدور أساسي في العلاقات بين أوروبا وإفريقيا وداخل العالم العربي". وأكدت أن المغرب يعد أرضية حقيقية نحو هذين العالمين وأنه يتعين على أوروبا الاعتماد على المغرب من أجل المضي نحوهما". وقد قامت السيدة أوبري، التي يرافقها في هذه الزيارة نائبها الأول بيير دو سانتينيون، ونائبتها في التعاون السيدة ماري بيير بروسون، أمس الخميس بزيارة للأطفال ال24 القادمين من ليل والذين يستفيدون من مخيم ثقافي بالعاصمة الشرقية للمملكة. من جهته، اعتبر السيد عمر حجيرة أن هذا اللقاء شكل مناسبة للتذكير بأهمية العمل حتى تكون التوأمة بين المدينتين فعلية ودائمة ومفيدة لكلا الجانبين، خاصة عن طريق شراكات في المجال الاقتصادي. وأبرز، في هذا الصدد، فرص الاستثمار التي توفرها الجهة الشرقية للفاعلين الاقتصاديين بليل، خاصة مع قرب إحداث تكنوبول وجدة، مضيفا أن هذه المناقشات انصبت كذلك حول إمكانيات الاستفادة من تجربة مدينة ليل في مجال تكوين الموارد البشرية بالجماعة الحضرية لوجدة.