يتخذ تبذير المال العام ببوعرفة كما في جل المدن المغربية أشكال متعددة ولعل أبرزها الاستعمال المفرط لسيارات الدولة .فقد تجدها أمام المقاهي خارج وأثناء أوقات العمل كما كما تجدها بالقرب من السوق الاسبوعي و تستعمل لنقل السيدات من والى الحمام.إلا أن ما يثير استغراب الجميع توفر مستعمليها على سيارات خاصة يكتفون باستعمالها في العطل السنوية فقط.هدا في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن الترشيد وعن الحكامة الجيدة.. ووووفارحموا الميم الحمراء"الوهابي" سيارات الدولة..مآرب شخصية كما نبهت العديد من المذكرات الوزارية، خاصة وزارة الداخلية ، إلى ظاهرة استغلال سيارات الدولة خارج أوقات العمل ، على اعتبار أن هذا الإستغلال يشكل خرقا واضحا للقانون، كما يكبد مالية الدولة مبالغ مالية بالنسبة للمحروقات والزيوت وعمليات الصيانة. ورغم أن حوادث السير التي سجلت على امتداد التراب الوطني، والتي في الكثير من الحالات كانت مميتة، كان أبطالها مستغلو سيارات الدولة خارج أوقات العمل، إلا أنه نادرا ما تتخذ إجراءات عملية ضد مخالفي القانون والمذكرات الوزارية. وفي هذا السياق، فأغلب المسؤولين المنتخبين يستغلون سيارة الجماعة خارج أوقات العمل لقضاء مآربهم الخاصة، وقد دأبوا على هذا الأمر، منذ أن تم انتخابهم في هذه المهمة ، حيث حولوها إلى سيارات خاصة. وضعت رهن إشارة الابناء والأصهار.... دون أن يتحرك أي مسؤول لإيقاف هذا الخرق، والاستغلال الواضح لممتلكات الجماعات وفي الوقت الذي كان من المفروض أن تكون رهن إشارة ما يعود بالمصلحة على الجماعة نفسها وساكنتها. والاخطر من ذلك ، أن الكثير من السيارات الحاملة لعلامة (ج) بجماعاتنا، لا يعثر لها على أثر ليلا داخل مرائب الجماعات ، أو في عطلة نهاية الأسبوع ، وهو ما يثير أكثر من سؤال بخصوص هذا التسيب الحاصل على امتداد تراب إقليموجدة والجهة الشرقية وحتى التراب الوطني، وفي العديد من القطاعات الاخرى. وكذلك بعد أن تصاب تلك السيارات ا بأية أضرار، لل يتورع المسؤولين في استبدالها بسيارة أخرى ، وبذلك ينطبق عيلهم المثل الشعبي المأثور «الحبة والبارود من دارالقايد» وكأن شيئا لم يحصل. هذه الظاهرة تتكرر دائما وتتضاعف، كلما تكاثرت المذكرات الوزارية وتهاطلت على المسؤولين لتنفيذها والالتزام بفحواها، وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول الجدوى والغاية من إصدار هذه المذكرات، إذا كانت لا تجد طريقها للتنفيذ. أمثلة عديدة ومتعددة سجلت منذ سنوات في هذا الباب، إلى درجة أن بعض الحالات المسجلة بهذه الجماعة أو تلك، تثير الضحك والسخرية كما حدث لمنتخبين اثنين من جماعتين مختلفتين، كانا يمتطيان سيارتين من نفس النوع، وتصادف أن تم وضعهما في مرآب واحد. وبعد أن جمعهما «النشاط» بأحد الفنادق وعلى طاولة واحدة ، لعبت الخمرة برأسيهما حتى تبادلا مفاتيح السيارتين دون أن يدركا الأمر . وفي الغد اكتشفا أنهما استبدلا سيارتيهما دون أن ينتبها إلى ذلك. ما حدث، سواء بجماعات الإقليم أو غيرها من الجماعات القروية والحضرية، يدعو الجهات المسؤولة إلى تجاوز منطق إصدار مذكرات وزارية فقط، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعملية لإيقاف هذه التجاوزات وهذه الخروقات التي تكبد مالية الجماعات وغيرها خسائر مالية فادحة، وتنال من سمعة وهيبة الجهات التي أصدرت هذه المذكرات.