والولايات المتحدة وعلاقاتهما العميقة في عدة مجالات. أجرى الوزير الأول السيد عباس الفاسي، الخميس الماضي بالرباط،مباحثات مع المبعوث العلمي لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد باراك أوباما لمنطقة المغرب العربي السيد إلياس الزرهوني،تمحورت حول التعاون في مجال البحث العلمي. وذكر بلاغ للوزارة الأولى أن السيد عباس الفاسي استعرض،خلال هذا اللقاء،الجهود التي يقوم بها المغرب في مجالات التكوين العلمي والعلوم والتكنولوجيات الحديثة والطاقات المتجددة والتقنيات الجديدة للاتصال،مذكرا في هذا الصدد بأهم البرامج كبرنامج "جيني" الهادف إلى تجهيز المؤسسات التعليمية بالتقنيات الجديدة للاتصال،ومبادرة تكوين 10 آلاف مهندس. ومن جهته،أطلع السيد إلياس الزرهوني الوزير الأول على برنامج الرئيس الأمريكي الهادف إلى دعم التعاون مع المغرب في مجالات العلوم المنتجة لفرص الشغل،والمتعلقة على الخصوص،بالبحث العلمي والأمن الغذائي والطاقة والماء والبيئة والصحة والتدبير الجيد للمعرفة،مقترحا كذلك إحداث شبكة للأنترنت "لنشر المعرفة" تربط المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. حضر هذه المقابلة السيد سامويل كابلان سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب. و أكد المبعوث العلمي للرئيس الأمريكي لمنطقة المغرب العربي السيد إلياس الزرهوني أن المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية جمعتهما على الدوام علاقات تعاون "عميقة" شملت العديد من المجالات. وقال السيد الزرهوني، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش زيارته للمغرب "أزور المغرب بصفتي مبعوثا للرئيس الأمريكي لتقييم ما تم إنجازه في مجال العلوم والتكنولوجيا، وكذا للحصول على فكرة بخصوص أولويات المغرب" في هذا الشأن. وأضاف المسؤول الأمريكي أنه سيرفع، عقب هذه الزيارة، تقريرا إلى البيت الأبيض والخارجية الأمريكية بهدف العمل على إيجاد أفضل السبل الكفيلة بتعميق العلاقات مع المغرب". المغرب على وعي بأن العلوم والتكنولوجيا دعامة المستقبل وفي هذا السياق، أكد السيد الزرهوني بأن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية على اقتناع بأن مفتاح المستقبل يكمن في العلوم والتكنولوجيا". كما سجل المسؤول الأمريكي أن وزارة التربية الوطنية تبذل مجهودات حثيثة للرفع من مستوى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ليس فقط على المستوى الجامعي بل أيضا الثانوي والإعدادي، داعيا إلى تعاون مغربي أمريكي أوثق في مجال التربية، ليشمل كذلك تحسين الكفاءات المرتبطة بتعلم اللغة الإنجليزية بالنسبة للأطفال". وقال السيد الزرهوني "إننا سنركز اهتمامنا على هذه الأولوية، خصوصا من خلال شبكة الإنترنيت والتكنولوجيات الجديدة للتواصل، وكذا تقاسم أفضل برامجنا مع النظام التربوي بالمغرب". كما ركز المسؤول الأمريكي على أهمية التعاون بين الكفاءات العلمية والمقاولات"، معربا في هذا السياق عن إعجابه بالمستوى التكنولوجي لمركب "تكنوبوليس" بسلا ، الذي يضم مصنعا خاصا بالتجهيزات الإلكترونية المعدة للحواسيب. وأبرز أن "هذا المصنع يعد ثمرة تعاون بين شركة أمريكية وأخرى مغربية"، مؤكدا أنه يتعين العمل على مضاعفة هذا النوع من التعاون. كما دعا السيد الزرهوني إلى تعزيز أكثر للتعاون في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيات بهدف خلق المزيد من مناصب الشغل وتشجيع اقتصاد مبني على المعرفة. المغرب يزخر بمؤهلات استراتيجية وفي هذا الصدد، قال المسؤول الأمريكي إن "المغرب يتميز بكونه وقع على اتفاقيات للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة وأوروبا"، ملاحظا أنه "من المهم الاستفادة منها كمؤهلات استراتيجية". وأضاف أن هذا المؤهل يتوجب تعزيزه خاصة من خلال إقامة روابط بين مقاولات البلدين، وحضور متزايد للمقاولات الأمريكية في المغرب والنهوض بصادرات المنتوجات المغربية نحو الولاياتالمتحدة"، مشيرا إلى أنه يتم في الوقت الراهن العمل على الرفع من إيقاع هذا المسلسل. وأوضح المبعوث الأمريكي أن المغرب يتوفر على مزايا أخرى، خاصة ولوجه إلى السوق الأوروبية، وهو ما يسمح له بالتقريب بين الأسواق. وسجل السيد الزرهوني أن يد عاملة مكونة من مهندسين وطلبة مؤهلين يجيدون اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، ستشكل مؤهلات هامة بالنسبة للمغرب، مؤكدا أن "ذلك ما نأمل تطويره سويا". المغرب شريك مهم في مجال الصحة وصرح السيد الزرهوني أن المغرب "شريك مهم" للولايات المتحدة في مجال الصحة، خاصة ما يتعلق بالأمراض الوبائية، وأن الولاياتالمتحدة "بإمكانها المساعدة أكثر في مجال الصحة العمومية، مذكرا بالبرامج التي تم اعتمادها في هذا المجال. وبعدما أبرز أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى يوليان اهتماما كبيرا لمحاربة داء السرطان، ذكر المبعوث الأمريكي أن التعاون بين البلدين في مجال الصحة يشمل فضلا عن الوقاية والكشف عن السرطان، محاربة بعض الأمراض، ولاسيما أمراض القلب والشرايين والسكري. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تعتزم إحداث مراكز رائدة في قطاع الصحة العمومية، خاصة في المدارس ومعاهد الصحة العمومية. وقال إن "الهدف لا يتمثل في إحداث معاهد جديدة وإنما الاشتغال على المراكز المتوفرة، والتي تشتغل بشكل جيد بفضل أشخاص يتمتعون بالكفاءة، ثم تعزيز علاقات بين هذه المؤسسات مع تلك المتواجدة بالولاياتالمتحدة، معتبرا أن الهدف من ذلك هو "إحداث شبكة دولية في هذا المجال تمكن من إيجاد حلول لبعض إشكاليات اليوم".