هل يفتح تحقيق في جريمة ثانوية السلام ؟ من أهم وسائل الحفاظ على البيئة الاعتناء بالأشجار و محاربة القطع العشوائي لها وتشجيع عملية التشجير.هذه النصيحة كثيرا ما يسمعها عموم المواطنين في وسائل الإعلام السمعية البصرية، وبالخصوص التلاميذ بالمؤسسات التعليمية و بالأخص في حصص علوم الحياة و الأرض. لكن ،وللأسف، بدأنا نلاحظ منذ مدة بمدينة وجدة من يحارب هذه النصيحة عمليا . فلاحظنا كيف أزيلت أشجار ساحة جدة التي يصل عمر بعضها لعقود ، وكذلك أزيلت أشجار ساحة باب الغربي وشارع إدريس الأكبر و ... ويصبح هذا النموذج السيئ كارثيا عندما يتعلق الأمر بمؤسسة تربوية ، بحيث كيف سنقنع التلاميذ بالمحافظة على الغطاء النباتي بالفضاءات التي يرتادها و هو يرى أشجارا يانعة وباسقة كانت تزين مؤسسته و يستعملها في الدراسة الميدانية لظواهر إحيائية . وكنموذج حي ، ما وقع بثانوية السلام ، حيث ذهل الأساتذة و التلاميذ أثناء دخولهم صبيحة يوم الأربعاء 19 نونبر 2008 من اختفاء مجموعة من الأشجار الكبيرة التي كانت تزين فضاء المؤسسة . وعندما استفسر الأساتذة عن الأمر سمعوا تبريرات واهية من قبيل " هناك قانون يمنع غرس الأشجار المثمرة " وكذا " الخوف من سقوطها على التلاميذ " وكلها يصدق عليها قول " عذر أكبر من زلة ". فالقانون يمنع غرس الأشجار المثمرة بالشوارع و الحدائق العامة ، أما داخل المؤسسات التعليمية فإن بعضها غرس أشجار الزيتون كمشروع للمؤسسة يدر عليها دخلا سنويا يغطي مصاريف جزء من أنشطتها التربوية و الاجتماعية والرياضية . الخطير في الأمر أن قرار إزالة الأشجار اتخذ خلسة خلال العطلة البينية دون علم مجلس التدبير الذي سيفاجأ في اجتماعه ليوم 21/11/2008 بإدراجها كنقطة في جدول الأعمال . وبصفتي أستاذا بالثانوية أتساءل : من أعطى للسيد المدير ومن معه الحق في إزالة تلك الأشجار ؟ ومن أعطاهم حق بيعها ؟ لذلك أطالب الجهات المختصة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع ، وخاصة في مسألة بيع حطب الأشجار المزالة . 3أشجار صنوبر كبيرة عمرها يتعدى 20 سنة بطول يتجاوز15مترا وعدة أشجار عرعر وزيتون وشجرة مشمش كبير كانت تستعمل أزهارها في دراسة التوالد عند النباتات الزهرية .