دشنت السلطات الجزائرية المرابطة بالنقط التفتيشية المؤدية إلى مخيمات تندوف حملة واسعة النطاق ضد شاحنات نقل البضائع والسلع، لم تسلم منها حتى السيارات الخفيفة التي تسهل حركة الصحراويين من وإلى المخيمات. وتأتي الحملة الجزائرية الغير مسبوقة قبيل عيد الأضحى المبارك الذي يشهد انتعاشا اقتصاديا وحركة دؤوبة بفعل تزايد الطلب على السلع الغذائية والمواد التي تدخل في برنامج الاستهلاك اليومي للمواطنين، مما يدفع التجار سواء الصحراويين أو الموريتانيين إلى استغلال فرصة العيد لمضاعفة مداخيلهم، كما تعتبر المناسبة فرصة حقيقية ونادرة لساكنة المخيمات للتبضع بفعل الخصاص المهول في المواد الغذائية، وما تعرفه المساعدات الانسانية من تلاعب واستغلال وسرقة تبقى نتيجته كارثية على سكان المخيمات. وقد استنكرت ساكنة المخيمات عامة التطور الخطير في تعامل دولة الجزائر مع الصحراويين، وتنكرها للمبادئ والشعارات التي طالما تغنت بها من قبيل حرصها على العيش الكريم لساكنة المخيمات وتوفير الظروف المعيشية الملائمة لهم، وهو ما تنصلت منه السلطات الجزائرية وفرضت طوقا أمنيا على كافة مخارج ومداخل مخيمات تندوف، قبل أن تعمد إلى منع دخول البضائع والسلع إليها ، كان آخرها اعتقال تاجرين صحراويين معروفين قبل أيام واحتجاز شاحنتهما المحملة بالبضائع الموجهة إلى المخيمات في تطور خطير يعكس رغبة المسؤولين الجزائرين في تجويع ساكنتها، وهو الأمر الذي أثار غضب واحتجاج أهالي التجار وساكنة المخيمات الذين نظموا مظاهرات حاشدة أمام مقر رئيس البوليساريو اضطر معها إلى الفرار إلى حين تدخل أعيان القبائل ومسؤولين كبار بالجبهة وتقديمهم وعودا للمحتجين بالعمل مع السلطات الجزائرية على حل المشكل وهو الأمر الذي لم تجد له قيادة البوليساريو سبيلا، بل على العكس تماما استفحلت ظاهرة التفتيش ومنع دخول السلع والبضائع بشكل أكبر أصبحت معه حياة الصحراويين مهددة. وعليه فإن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بفورساتين يعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي : تنديده الشديد بالمنع الجزائري لحركة تنقل الشاحنات ومنع السلع الموجهة لمخيمات تندوف. استنكاره لسياسة التجويع التي تتبعها الجزائر في حق المدنيين الصحراويين للتحكم في مصيرهم، وإجبارهم على التسول من قيادة البوليساريو، والعيش من المساعدات الانسانية النادرة أصلا بفعل سرقتها والتلاعب بها من طرف بعض قادة البوليساريو. تنويهنا بالحس النضالي الكبير الذي عبرت عنه ساكنة المخيمات من خلال خروجها الجماعي لمجابهة الحملة الجزائرية ضد العيش الكريم للصحراويين ومحاولة إذلالهم. استغرابنا الشديد من السكوت المخجل لبعض الأعيان والمسؤولين الصحراويين، واختيارهم الوقوف إلى جانب قيادة البوليساريو في تنصل واضح من مسؤولياتهم القبلية تجاه أبناء عمومتهم، وانحرافهم عن العرف التقليدي الذي يقتضي الدفاع عن مصالح أبناء جلدتهم. اعتبارنا استهداف الجزائر للصحراويين دليلا جديدا دامغا على أن البوليساريو لا تملك أدنى سلطة على المخيمات، وبرهانا ساطعا على انعدام وجود مقومات الدولة الصحراوية، وأن الجزائر هي الوصية الفعلية على تدبير وتسيير البوليساريو ومن ورائها قيادتها. مناشدتنا لكافة الهيئات والمنظمات الانسانية والحقوقية للتدخل العاجل من أجل تمكين الصحراويين فوق التراب الجزائري من حقهم في الحصول على المواد والسلع الغذائية، وفك الحصار عن تنقل الشاحنات والأفراد. دعوتنا كافة المنابر الإعلامية الوطنية والدولية إلى المساعدة في إيصال معاناة سكان المخيمات، من أجل الضغط على الجزائر للتراجع على قرارها الأحمق الذي يستهدف تجويع وإذلال الصحراويين. وبه وجب الإعلام والسلام منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف